رجحت مصادر ليبية مطلعة أن يتم اختيار قياديين سابقين في الجماعة “الإسلامية المقاتلة” لوزارتي الدفاع والداخلية، وهما صديق العبيدي، وعبد الحكيم بلحاج. وقالت المصادر ذاتها، وفق تقرير لصحيفة “الشرق الأوسط” في عددها الصادر أمس، إن الرجلين تلازما لسنوات في معارضة العقيد الراحل معمر القذافي. وقالت الصحيفة إنها حصلت على معلومات تشير إلى مفاوضات على تخصيص سبع وزارات للمنطقة الشرقية التي تضم بنغازي، ثانية كبرى المدن الليبية، إضافة إلى الاتجاه إلى اختيار وزير للشباب من منطقة الزنتان، من الغرب. ويأتي ذلك في وقت أنذرت السلطات الليبية المسلحين الذين شاركوا في الثورة ضد النظام السابق، والذين ما زالوا يشغلون مقرات تابعة للدولة أو لأتباع وأبناء القذافي، بأن يسلموا المقرات للسلطات الرسمية، وقالت إن عليهم أن يسلموا تلك المقرات التي يقيمون فيها، خلال 48 ساعة، في وقت بدأت بعض الكتائب في الشرق تسليم مقراتها، بينما ما زالت أحداث التمرد في مدينة براك الشاطئ جنوبا مستمرة. وانتخب المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في ليبيا يوم الحادي عشر من الشهر الحالي مصطفى أبو شاقور (60 عاما) رئيسا للحكومة، بفارق ضئيل عن منافسه الدكتور محمود جبريل، لكن لم يتم الانتهاء بعد من اختيار الوزراء. وأوضحت مصادر المؤتمر العام أن جبريل الذي دارت تكهنات عن احتمال شغله موقع وزير الخارجية يواجه هجوما من تيارات تعتبره من العهد القديم على أساس أنه عمل لفترة مع سيف الإسلام نجل القذافي. وتابعت المصادر أن أبو شاقور الذي كان معارضا لنظام القذافي، وأمضى لهذا السبب 31 عاما في المنفى بالولايات المتحدة، طلب من مساعديه تلقي الترشيحات الخاصة بالمقاعد الوزارية، واختيار ثلاثة مرشحين لكل وزارة، ووضعها أمامه، لكي يختار وزيرا واحدا لكل وزارة من بين تلك الأسماء. وقالت مصادر في البرلمان إنه برزت ترجيحات بأن يتولى صديق العبيدي، منصب وزير الدفاع. من ناحية أخرى، يعمل العبيدي منذ أشهر كوكيل لوزارة الدفاع لشؤون أمن الحدود. وأضافت المصادر أنه من المرجح أيضا أن يتولى عبد الحكيم بلحاج منصب وزير الداخلية. وبرز اسم بلحاج أثناء اقتحام الثوار لمعقل القذافي في باب العزيزية في أوت 2011، ويتولى في الوقت الحالي مسؤولية حزب سياسي في طرابلس. ورغم الخبرة القتالية للرجلين، سواء أثناء معارك التسعينات المسلحة ضد حكم القذافي أو أثناء “ثورة 17 فبراير2011″، فإنهما ليسا قادمين من المؤسسة العسكرية التي تحولت في عهد القذافي من وزارة مركزية إلى مجموعة من الكتائب يرأسها أقاربه وأنصاره.