المتجول في أروقة المعرض الدولي للكتاب في دورته ال17 بقصر المعارض، يعجب بكثرة دور النشر المشاركة والحاضرة بقوة في فعاليات المعرض هذه السنة، إذ شهد الصالون إقبالا كبيرا للمواطنين من هواة مطالعة وقراءة مختلف الكتب والتخصصات، لكن اللافت في جناح دور النشر السورية بخلاف نظيراتها المشاركة في الصالون، ذلك الإقبال المحتشم أو الغائب من الزوار على أجنحة دور النشر السورية، حيث يفاجأ بمنظر أقسام العرض المخصصة للكتب السورية وهي خاوية على عروشها. «البلاد» قامت بجولة في أروقة العرض السورية لاستطلاع المشاركة السورية في ظل ما تعيشه البلاد من مأساة دامية، وجهتنا الأولى كانت إلى دار «طلاس للدراسات والترجمة والنشر»، التي كانت رفوفها خالية من الكتب على الرغم من انقضاء نصف عمر الصالون، استفسرنا من أحد القائمين على الدار حول سبب غياب كتبهم في هذه الدورة فرد علينا قائلا «منذ ثلاثة أيام ونحن ننتظر تسلم كتبنا على غرار باقي دور النشر التي دخلت المعرض، لكن في كل مرة كان ترد علينا مصالح الجمارك أن شحنتنا يجب إن تمر بعملية المراقبة»، لكن المتحدث أكد لنا أن: «كل ما في الأمر عن سبب تأخر دخول شحنتهم من الكتب كان متعمدا لعدم دفعهم رشوة»، مضيفا أنهم لاقوا الويل في الموانئ السورية بسبب أن دور النشر التي يمثلونها هي ملك في الأصل للمسؤول العسكري السوري السابق مناف طلاس الذي انشق عن نظام الأسد وفر من البلاد. كما لاحظنا أثناء مواصلة جولتنا برواق عرض الكتب السورية وجود دور نشر حكومية تعرض كتبها بشكل عادي، حيث سألنا أحد القائمين عليها عما إذا كانوا قد لاقوا صعوبات في تسلم كتبهم عبر عملية المراقبة لدى مصالح الجمارك أجابنا :«أن عملية دخول وتسلم شحنتهم من الكتب كانت سلسة ولم يجدوا أي صعوبات في ذلك، حيث هم يشاركون في عرض كتبهم بالمعرض منذ اليوم الأول لافتتاحه، وقد تصادف وجودنا في هذا الجناح ببعض الشباب السوريين الذين لجأوا إلى الجزائر مع بداية الأزمة، فسألناهم عن رأيهم في مشاركة بلادهم، فكانت إجابة معظمهم أن جميع دور النشر المشاركة تابعة لنظام الأسد وتعد إحدى الأذرع الدعائية لنظام البعث في سوريا بل إن بعضهم لم يتورع عن تسميتهم ب«شبيحة الثقافة». وبعد اطلاعنا على نوعية الكتب المعروضة للدور المحسوبة على النظام لمسنا غيابا كبيرا للكتب الدينية في حين توجد بعض الكتب التي لم ترق إلى مستوى اهتمام القارئ الجزائري الذي لاحظنا أنه عزف عليها كونها خالية من القيمة الأدبية وتتحدث عن الفكر الشيوعي وكذا الحضارات القديمة.