عبر عدد من ممثلي دور النشر الأجنبية وخاصة العربية منها عن استيائهم الكبير من تأخر وصول بضائعهم بسبب الإجراءات الجمركية المشددة التي فرضت على كل دور النشر المشاركة، مما تسبب في تأخر الكثير من المشاركين عن عرض كتبهم في الوقت المناسب. الأمر الذي انعكس سلبا بالدرجة الأولى على تلبية طلبات الزوار الذين سجلوا إقبالا كبيرا على الصالون، باعتباره فرصة يستغلها القارئ الجزائري كل سنة للحصول على بعض العناوين المفقودة في سوق الكتاب الجزائري. حيث يسجل المتنقل عبر أروقة الصالون خلال الأيام الأولى من انطلاق فعالياته شغور الكثير من الفضاءات المخصصة لدور النشر الأجنبية، التي أكدت أن المشكل يكمن في تأخر وصول كتبها إلى المعرض، فمنها من لم تستلم بضائعها إلى حد الساعة، ومنها من تحصلت على جزء من الكتب ومازالت تنتظر وصول الباقي.. أمر أرجعه هؤلاء إلى سوء التنظيم وانعدام التنسيق بين إدارة الجمارك والهيئات القائمة على تنظيم الصالون. من جهتهم تساءل زوار الصالون عن سبب غياب الكثير من دور النشر العربية وخاصة المصرية والسورية واللبنانية التي حظيت خلال السنوات السابقة بحصة الأسد من الإقبال، على غرار دار الخطوات ودار التراث ودار الجديد ودار الإرشاد السورية ومنشورات دار الأمل ودار يونيو للدراسات ومؤسسة الانتشار العربي المصرية.. كما اشتكى الكثير من الزوار من سوء التنظيم الذي ساد الأجواء العامة للمعرض ابتداء من التوزيع العشوائي لدور النشر إلى انعدام إشارات توجيه الزوار إلى سوء عرض الكتب عبر مختلف دور النشر التي كان اهتمامها واضحا في تسويق منتوجها بالدرجة الاولى. أمور صعبت على الزائر عملية البحث عن دار النشر التي يقصدها أو الحصول على الكتب التي يريد اقتناءها. وتجدر الإشارة إلى أنه ورغم هذه النقائص التي سجلناها خلال الأيام الأولى لافتتاح الصالون، ورغم انه من المفروض أن الوقت لا يزال مبكرا على تقييم نسبة الإقبال الجماهيري على الصالون إلا أن التوافد الكبير للزوار على فضاءات دور النشر الجزائرية والأجنبية ومنذ الساعات الأولى للافتتاح لمؤشر واضح على ارتفاع مستوى الإقبال بشكل كبير مقارنة بالسنوات السابقة، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على شغف القارئ الجزائري بالكتاب وتعطشه للاطلاع على لكل ما يكتب خارج الحدود الجزائرية.