أكد الدكتور اسكندر صوفي رئيس جمعية أنيس لمكافحة التعفنات المتنقلة عبر الجنس والسيدا وترقية الصحة أن «وضعية النساء الحوامل المتعايشات مع الفيروس تبعث على الخوف والقلق من إنجاب أطفال حاملين للعدوى، إذا لم تتلق الأم العناية اللازمة أثناء فترة حملها، ويشرف على ولادتها أطباء مختصون، خاصة وأن 8 بالمائة فقط من الحوامل المصابات بالفيروس، خضعن لخدمات الحماية من نقل العدوى إلى أجنتهن، وتمكن من إنجاب أطفال أصحاء». وهو ما يجعل احتمالات ولادة أطفال حاملين للفيروس ترتفع، رغم المجهودات المبذولة في هذا السياق للتقليل من انتشار المرض، وانحسار الزيادة في ما يعرف بالفئات الحساسة، كمدمني المخدرات، وممتهني تجارة الجنس. وكشف الناشط الجمعوي في مكافحة مرض العصر في تصريح ل«البلاد» عن نجاح فريق طبي مختص، في الاعتناء بسيدة حامل مصابة بمرض السيدا، لتضع مولودها دون أن يكون حاملا للفيروس المعدي، بأحد مستشفيات عنابة، علما وأن تقديرات الجمعية تشير إلى وجود ما بين 6 آلاف و12000 امرأة متعايشة مع الفيروس في الجزائر. إلى ذلك أكد عضو الجمعية الفرنسية «سوليماد» الدكتور «أ. فرنان «، في مداخلته خلال الملتقى العلمي حول التكفل بالمرأة الحامل المصابة بفيروز الإيدز المنظم بقاعة المحاضرات بمستشفى ضربان، «أن تشخيص الإصابة بالفيروس في بداية الحمل، من شأنه المساهمة في خفض عدد الوفيات في أوساط الحاملات للفيروس، و أن نسبة إنجاب أطفال مصابين بعدوى الفيروس، تنخفض إلى 3 بالمائة، في حالة التكفل بالأم الحامل تحت إشراف مختصين»، حسب الإحصائيات التي قدمها المتحدث، الذي أضاف بأن نسبة الوفيات لهذه الفئة تراجعت في فرنسا بين سنتي 1998 و 2006، جراء التكفل الجيد وتطبيق برنامج الحماية للكشف المبكر على الحوامل. ويأسف مختصون لحالات عشرات المصابين بفيروس فقدان المناعة المكتسبة خاصة الحوامل ممن يتقدمون الى العلاج في معظم الأحيان في حالة متطورة جدا للداء، ما يصعّب التكفل بهم بشكل جيد لكون حالتهم تستدعي تكفلا نفسانيا واجتماعياأكثر من العلاج الطبي، فيما ترتفع أصوات خبراء يدعون إلى تكوين أطباء نفسانيين بوسعهم التكفل بمرضى الفيروسات الخطيرة وفي مقدمتها الإيدز. ودعا المشاركون إلى إعداد مخطط وطني للتكفل النفسي بالمريضات الحوامل، حيث تعتبر المتابعة البسيكولوجية عاملا مهما، يساعد المرأة على تقبل وضعها، والالتزام بالمتابعة الطبية إلى غاية تاريخ الولادة، وزرع أمل لديها بإنجاب طفل سليم، حيث شدد المتدخلون على دور التحسيس والتوعية، والتربية الصحية والجنسية في دفع النساء الحوامل إلى إجراء التحاليل في بداية الحمل، وأخذ الاختلافات والفوارق الإجتماعية، والثقافية بين المصابات بالفيروس بعين الاعتبار، حيث قد تفضل بعض النساء التكتم على وضعهن، بسبب الخوف من العزلة الإجتماعية، ونبذ طفلها في المستقبل. وانتهى الدكتور صوفي إلى كون المكافحة الحقيقية للإيدز تكمن في إيقاف انتقال الفيروس، مضيفا أنّ ذلك ممكن التحقيق بفضل الكشف المبكر الذي يكتسي أهمية بالغة، إلى جانب دور الحركة الجمعوية في الادماج المهني للأشخاص المصابين، ومساعدتهم على تسيير وضعهم الصحي بعد خضوعهم للعلاج.