وأوضح بن عبد السلام في ندوة صحفية خصصها للحديث عن موقف الحركة من الإصلاحات التي دعا إليها رئيس الجمهورية في خطابه الأخير " لسنا من دعاة المجلس التأسيسي فالجمهورية الجزائرية عمرها 50 سنة ولا نقبل البدء من الصفر ". وأضاف في هذا السياق أن " الجزائر حققت انجازات ومكتسبات منذ الاستقلال ولديها مرجعيتها المعروفة التي أسس لها بيان أول نوفمبر وتم وضعها في ديباجة الدستور كثوابت". من ناحية أخرى أكد بن عبد السلام أن تشكيلته السياسية تدعو في المقابل الى تعديلات و إصلاحات سياسية، مقترحا في هذا الإطار "اعتماد النظام البرلماني أوالنظام الشبه رئاسي الذي كرسه دستور 1989 في السابق"و تدعو حركة الإصلاح أيضا كما أضاف الى إعادة التوازن بين السلطات من خلال الفصل الحقيقي فيما بينها و إلى وضع دعامات وآليات لحماية الحريات وحقوق الإنسان. ومن بين الإصلاحات السياسية التي دعا إليها بن عبد السلام توسيع صلاحية " إخطار " المجلس الدستوري ومجلس المحاسبة إلى أطراف أخرى بالإضافة إلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الأمة مطالبا أيضا بمنح صلاحيات أوسع للمجلس الإسلامي الأعلى خصوصا أمام طرح موضوع المرجعية بقوة ومشكل فوضى الفتاوى. ومن جهة أخرى طالب بتحرير قانون الأحزاب من كل " التعسفات " فيما دعا بخصوص قانون الانتخابات إلى ضرورة إبعاد الإدارة عن الإشراف على الانتخابات وتعويضها بهيئة قضائية مستقلة. وعبر الأمين العام لحركة الإصلاح بالمناسبة عن تثمينه لخطاب رئيس الجمهورية لكونه دعا إلى الإسراع في وضع الإصلاحات ولكونه يتضمن دعوة إلى التشاور مع الشركاء السياسيين و الاقتصاديين و المنتخبين المحليين. وفيما يتعلق باللجنة التي دعا رئيس الجمهورية إلى تشكيلها من أجل تعديل الدستور فألح بن عبد السلام على ضرورة أن تكون مشكلة من ممثلين عن رئاسة الجمهورية والأحزاب السياسية و أن لا يكون الخبراء في القانون الدستوري أطرافا فيها بل مجرد مستشارين. وأضاف في ذات السياق أنه على قرارات اللجنة أن تكون "ناتجة عن التوافق بين جميع الأطراف" وألا توكل مهمة الإشراف على هذه الإصلاحات للبرلمان الحالي باعتباره "غير مؤهل لذلك" مطالبا في هذا الإطار ب " إجراء انتخابات تشريعية مسبقة حرة و نزيهة و معبرة عن الإرادة الشعبية". وبمناسبة أحياء اليوم العالمي للعمال أشار المتحدث الى أنه يأتي في ظرف يتميز ب " الاحتقان على جميع المستويات "، معتبرا أن الحل يكمن في تكريس مبدأ التعددية النقابية على أرض الواقع و "عدم تفضيل تنظيم نقابي على حساب النقابات الأخرى" من أجل استعادة حقوق العمال وتحقيق طموحات الشباب الباحثين عن مناصب شغل دائمة. أما فيما يخص المجال الإعلامي فدعا بن عبد السلام الى إصدار القانون الأساسي للصحافي ورفع " القيود " عن المهنيين وإعادة بعث المجلس الأعلى للإعلام وفتح المجال الإعلامي السمعي-البصري وفق دفتر للشروط يحمي المصلحة العليا للبلاد. محمد.ب