منع جنود في محيط السفارة الاميركية في القاهرة أمس الحمعة تظاهرة لسلفيين في القاهرة، استنكارا لمقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، من مواصلة طريقها. وانطلقت التظاهرة ب300 شخص من مسجد في شرق المدينة وبلغ عدد المشاركين فيها حوالى 500 عند وصولها قرب السفارة الاميركية. ورفع المتظاهرون لافتة تحمل صورة بن لادن، كتب عليها "اسامة بن لادن رمز الجهاد". وردد المتظاهرون هتافات "اوباما الارهابي ليس اسامة" و"اوباما دم اسامة لن يذهب هدرا"، في اشارة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما و"بالروح بالدم نفديك اسامة" الى جانب شعارات معادية لاسرائيل. وارتدى احد المشاركين قميصا كتب عليه "كلنا بن لادن". ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "اخرجوا اخرجوا"، و"انزلوا العلم" الاميركي. وتجمع المتظاهرون اولا امام مسجد يرتاده السلفيون. وانتشر عدد من رجال مكافحة الشغب والشرطة العسكرية قرب المكان. وقال ابو معاوية الذي يشارك في التظاهرة ان "موت بن لادن لن يؤثر على القاعدة كما وفاة النبي لم تؤد الى نهاية الاسلام". اطلقت طائرات بلا طيار تابعة للاستخبارات الاميركية أمس الجمعة صواريخها على شمال غرب باكستان بعد خمسة ايام من مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن على يد مجموعة كوماندوس اميركية، لكن التظاهرات المناوئة لواشنطن لم تستقطب عدد كبيرا من الباكستانيين. ووقع هجوم الطائرات في دلتا خيل في اقليم وزيرستان الشمالية القبلي معقل طالبان باكستان حلفاء القاعدة، على ما افاد مسؤولون عسكريون باكستانيون. وقال مسؤول عسكري باكستاني كبير طلب عدم كشف هويته "تم استهداف مبنى وسيارة بصواريخ طائرات اميركية بلا طيار وقتل ثمانية متمردين". واوضح "تم اطلاق ثمانية صواريخ اصابت اهدافها التي كانت قريبة من بعضها البعض". واكد مسؤولون آخرون في قوات الامن حصيلة الهجوم. وتعتبر واشنطن مناطق طالبان شمال شرق البلاد على الحدود مع افغانستان كأحد "اخطر المناطق في العالم" وهي معاقل طالبان باكستان والقاعدة الخلفية لتنظيم القاعدة في افغانستان. وتوقع الخبراء منذ نحو ستة اعوام العثور على بن لادن في هذه المناطق تحديدا وليس في ابوت اباد الواقعة على بعد ساعتين من اسلام اباد. وتعتبر التظاهرات المعادية للولايات المتحدة في هذا البلد امرا تقليليدا في ايام الجمعة حيث تقام صلاة الجمعة. وتجمع عدة آلاف من الباكستانيين الجمعة "اكراما" لروح بن لادن وللدعوة الى الجهاد ضد الاميركيين. وفي ابوت اباد، حيث قتلت مجموعة من الكوماندوس الاميركية ليل الاحد الاثنين الماضي زعيم تنظيم القاعدة، تظاهر حوالى الف شخص ضد الولاياتالمتحدة التي احتفلت بمقتل بن لادن. وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا وسط المدينة "الموت لاميركا". وكانت احزاب متطرفة منها حزب جمعية امة الاسلام دعت الى اقامة تظاهرات في عموم المدن الباكستانية، خصوصا من اجل التنديد "بالاعتداء" الاميركي وانتهاك سيادة واستقلال باكستان. وفي اسلام اباد، لم ينزل اي متظاهر الى الشارع بعد ظهر الجمعة، وفي كراتشي (جنوب) ولاهور (شرق) اللتين تعدان من كبريات المدن الباكستانية (15 مليونا و8 ملايين نسمة)، تظاهر عدة مئات فقط من الاشخاص بعد ظهر الجمعة. وفي بيشاور، كبرى مدن الشمال الغربي ومعقل الاحزاب المتطرفة المتاخمة للمناطق القبلية خرج نحو 400 شخص للتظاهر احتجاجا على قتل بن لادن. وفي مدينة غوتا (جنوب شرق) عاصمة ولاية بالوشيستان على الحدود مع افغانستان تظاهر اقل من الف شخص وهم يهتفون "يعيش بن لادن" ثم قاموا بحرق علم اميركي. واعترف الجيش الباكستاني الخميس بوجود ثغرات في معلوماته الاستخباراتية حول مكان اختباء زعيم تنظيم القاعدة، مهددا باعادة النظر في تعاونه مع واشنطن في حال شن الاميركيون غارة جديدة في بلادهم على غرار الغارة التي شنوها على بن لادن. وقال بيان صادر عن رئاسة اركان الجيش الباكستاني، ان "رئيس الاركان الجنرال اشفق برويز كياني قال بصراحة ان اي عمل جديد من هذا النوع ينتهك سيادة باكستان، سيستدعي اعادة النظر في مستوى التعاون العسكري وفي المجال الاستخباراتي مع الولاياتالمتحدة". وهو اول رد فعل رسمي للجيش الباكستاني الذي بدا محرجا بين اتهامات بعدم الكفاءة وشكوك حول تواطؤه. ولم تخبر واشنطن اسلام اباد بشن العملية ضد مخبأ بن لادن. وقال رئيس الاستخبارات الاميركية (سي آي ايه) ليون بانيتا في مقابلة مع مجلة "تايم" ان الولاياتالمتحدة لم تخبر باكستان بالعملية ضد بن لادن لان هذا البلد "كان يمكن ان يعلم" زعيم تنظيم القاعدة بها.