أبدى البعض من المواطنين الذين تحدثت "الجزائرالجديدة" إليهم امتعاضهم، إزاء سياسة الصمت المنتهجة ضدهم من قبل السلطات المحلية، بالرغم من الشكاوي العديدة التي قاموا بتقديمها على مستوى البلدية وهو الأمر الذي زاد من حدة معاناتهم، مضيفين أن الوعود التي تتكرّر على أسماعهم في كل مرة لا تزال حبيسة الأدراج إلى يومنا هذا، مؤكدين أن هذا المشكل قد ازداد حدة في السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع الكثافة السكانية الناتجة عن ظهور أحياء حضرية جديدة، وهو الأمر الذي غالبا ما يضطرالمتنقل من الكاليتوس في اتجاه محطة بومعطي بالحراش مثلا إلى قضاء أوقات طويلة في الانتظار، وقد يجد نفسه مضطرا للجوء إلى استخدام وسائل أخرى كسيارات "الكلونديستان" التي تعد الأكثر نشاطا في كل الاتجاهات لكن بتسعيرة لا تخدم مصالح هؤلاء المواطنين الذين تدفعهم الحاجة الملحة للوصول إلى مبغتاهم في الأوقات المناسبة للاستعانة بهذا النوع من المركبات، وهو ما يضطرهم إلى دفع مبالغ مالية معتبرة، أثقلت كاهل المواطن البسيط وأفرغت جيوبه، وحسب أحد قاطني المنطقة فإن فوضى النقل عبر خطوط الكاليتوس ازدادت حدة مع ظهور باعة الشواء، الذين يستقطبون يوميا المئات من الزبائن من خارج البلدية، حيث يتسبّب ذلك الإقبال في ازدياد عدد المركبات والسيارات التي تُركن بطريقة فوضوية على جانب الطريق، وهو ما يؤدي إلى عرقلة واختناق حركة السير في الاتجاهين. كما أدى افتقار البلدية إلى محطة لتوقف الحافلات إلى انتشار الفوضى، باعتبار أن بعض الحافلات لا تتقيّد بمواعيد مضبوطة ولا بمواقف معلومة، إذ يختار أصحابها الأوقات التي تساعدهم أو الأماكن التي تناسبهم للتوقف، ليكون المواطن هو الضحية في كل الحالات. وما زاد من حدة معاناتهم أكثر هو أن البلدية تدرك هذا الواقع، ومديرية النقل بالعاصمة على دراية بمعاناتهم، والجهات التي خطّطت لبناء أحياء سكنية جديدة بالكاليتوس لم تأخذ في الحسبان حاجة السكان الجدد إلى مخطط نقل يضعهم في مأمن من أي تذبذب يتسبب فيه نقلهم إلى بلدية تعمل بما أتيح لها من وسائل أقل ما يقال عنها أنها لا تلبي حاجيات أقل الأحياء السكنية كثافة. ليُطالب هؤلاء من السلطات ضرورة التدخل العاجل للحد من هذا المشكل العويص الذي يتكبدونه منذ سنوات طال أمدها.
التنقل ليلا أمر المستحيل معاناة السكان لا تتوقف عند هذا الحد بل تجاوزته لتصل إلى مشكل انعدام وسائل النقل ليلا، حيث يواجه السكان معاناة كبيرة مع وسائل النقل، خاصة في الساعات المتأخرة في غياب نظام المداومة المسائية، وبالأخص على مستوى محطة بومعطي، لأسباب لها علاقة بالاعتداءات والضغوط والمضايقات التي يتعرّض لها أصحاب مركبات النقل، الذين يواجهون حسب تصريحات بعضهم مصاعب عدة مع اللصوص على حد قولهم، وهو ما يجبرهم على التوقف عن العمل في ساعات محددة، مما ينعكس سلبا على نقل المواطنين الذين يضطرون بدورهم إلى قطع المسافة من الحراش إلى الكاليتوس عبر كوريفة مشيا على الأقدام، ويتساءل بعض مستخدمي هذا الخط عن سبب عدم توفر الأمن في محطة بومعطي كلما حل الظلام، ويرى أصحاب سيارات النقل الجماعي أنه بمقدورهم العمل إذا ما أعيد النظر في موقف بومعطي، مما يسمح للعاملين على خط الجزائر، براقي، سيدي موسى، الأربعاء والكاليتوس بالالتقاء أمام محطة نفطال، التي كانت تشكل الموقف القديم، الذي لا يحتاج سوى إلى الإنارة وإقامة واقيات ورخصة للوقوف. أمينة. م