قال تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ التوبة36 حدد الله تعالي عدد الأشهر في العام ثم حدد عدد الأشهر الحرم ، وأن هذا التحديد منذ أن خلق الله سبحانه السموات والأرض ، ثم دلت الآيات علي عدالة هذا الدين وقوامته، ولا يجوز لأحد أن يظلم لأن الله تعالي حرم الظلم ونهي عن ارتكابه ونجد في ديننا الحنيف الترغيب في المسارعة إلي فعل الخيرات والتزام التقوى والمبادرة بتقديم كل خير للإنسانية والوطن قال سبحانه: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ آل عمران133 فالتزام الانسان بتقوي الله تعالي ، ومبادرته بتقديم الخيرات لأهل بلده ووطنه والناس من حوله بضمير حي وتأديته واجبه الانساني في عمله، ومع الناس من حوله لكان ممن سارعوا الي هذه المغفرة والرحمة التي وعد الله تعالي بها أهل المسارعة الي فعل الخيرات. لقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم أول المسارعين الي عمل المعروف وتقديم الخير للناس.. فما أجمل ان يسارع الانسان في هذه الأيام في فعل الخير. بأن يمنع الإنسان شره عن الناس فلا يؤذي إنسانا أو مخلوقا ، ويتأسى بالنبي صلي الله عليه وسلم في أخلاقه وتقواه. يقول المصطفي صلي الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن" ويقول صلي الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" فيمتنع الإنسان عن ايذاء الآخرين والنهي عن المنكر وبالتالي يشارك في منع الظلم أو تقليل نسبته. وكذاعمل المعروف وتقديم الخير للناس ، والحث عليه والترغيب فيه، فإن ثمار فعل الخيرات والمسارعة فيه من أطيب الثمار ونتائج المسارعة في الخيرات لا يقدر ثمنها بمال لأنها عطاء من الله تعالي لعباده. قال الله تعالي: وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ89 فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ90 الأنبياء فلما كانت المناجاة بين سيدنا زكريا وربه ، واستجاب الله تعالي له بعد تقدم سن زوجه قال سبحانه: فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ الأنبياء90 "فاستجبنا له ووهبنا له" استجابة وهبة ثم أصلح له زوجته لتنجب ، لتتم الهبة والاستجابة. وبين المولى سبحانه سبب هذا الخير بقوله عز وجل: "إنهم كانوا يسارعون في الخيرات" فهل لنا أن نسارع في الخيرات ؟ نأمر بالخير والمعروف ونفعله ، وننهي عن الطغيان والظلم والباطل ولا نقربه ، لتحيا أمتنا في العالم كريمة ، فلنكن قدوة لغيرنا حتي يقتدوا بنا.