طالب سكان حوش الميلار السلطات المحلية بترحيلهم إلى سكنات لائقة بعد أن ضاقت بهم سبل العيش في البيوت الفوضوية التي تنعدم بها أدنى مؤشرات الحياة. يصارع سكان الحوش الفقر والتهميش، بعد أن تحولت حياتهم إلى جحيم بسبب غياب أدنى مؤشرات الحياة، فمنازلهم المبنية من القش والقصب والزنك زادت من معانتهم، بسبب ارتفاع درجات الرطوبة فيها مما سبب الكثير من الأمراض الجلدية والحساسية للسكان، خصوصا الأطفال منهم، كما أن انعدام قنوات الصرف، دفع بهم إلى تدبر أمورهم بحفر بالولعات تقليدية، تمتلئ كل مرة، وتتسرب منها المياه القذرة التي تنشر الروائح الكريهة في كل الحي، ناهيك عن غياب الكهرباء التي دفعت بهم إلى جلبها من القاعدة المجاورة لهم بطريقة عشوائية، وغير آمنة حيث لا تعلو الكابلات الكهربائية عن بيوتهم، سوى بضعة سنتيمترات، مما جعلهم يتنبؤون بوقوع كارثة في حالة حدوث شرارة كهربائية، ومن جهة أخرى يجلبون مياه الشرب بدورهم من حي القاعدة عن طريق الدلاء، ونفس الأمر بالنسبة لقارورة غاز البوتان التي رمت هي الأخرى بثقلها بعيدا، وفي العديد من المرات ينتظرون مدة 3 أيام من أجل الحصول على قارورة واحدة بسبب ندرته، خصوصا في فصل الشتاء، حيث تغمر مياه أمطاره الكثير من المنازل بسبب هشاشة السقوف المتكونة من الزنك، والقصب، أما طرق الحي، فهي عبارة عن مسالك ترابية تغرق شتاء في الأوحال وتعيق السير خصوصا بالنسبة للأطفال المتمدرسين الذين لا يملكون النقل المدرسي، الذي وعدتهم به السلطات المحلية لأكثر من مرة ولكن دون جدوى، فسكان هذا الحوش حسب محدثينا محذوفين من الخريطة الاجتماعية للجزائر، بسبب التهميش والإهمال الذي يمسهم، لذلك طالبوا الجهات المعنية، بترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم وكرامة أبنائهم.