الإسلام أسرع الأديان انتشارا في العالم الآن وهذا باعتراف أعداء الإسلام أنفسهم من الملل والنحل المختلفة, وقد سعى المسلمون لنشر العدل في كافة أرجاء الأرض ورفع الظلم والذل والمهانة عن الضعفاء والمقهورين ودخل الناس في دين الله أفواجا وحاربه الملوك والطغاة لما وجدوا أن ملكهم بدأ في الزوال من أيديهم بدخول رعيتهم في الدين الجديد. ويعد ذلك هو السر في انتشار الإسلام السريع في كافة أنحاء العالم في سنوات معدودة ما أوغر صدور الكثيرين من مخالفيه وملأها حنقًا وحقدًا على أتباع ذلك الدين القيم,مما أدى إلى ازدياد المضايقات التي يتعرضون لها يوما بعد يوم، والتي تتمثل في صور عديدة. فإضافة إلى منع المسافرين العرب من ركوب الطائرات إلا بعد ساعات من التحقيق والتفتيش،إلى الكلمات المهينة التي يسمعها المسلمين الذين قدر الله لهم العيش خارج ديار الإسلام, نهايك عن الاعتقالات التي يتعرضون لها لساعات بحجة التحقيق معهم,إضافة إلى التعرض لمحاولات القتل والتعذيب أحيانًا. وهناك التهديدات عبر الهاتف لأصحاب المحلات التجارية من المسلمين أو ذووا الأصول العربية،أما في الشأن الديني فحدث ولا حرج فلا تزال الصروح الدينية في أميركا- راعية الديمقراطية كما تزعم-وكذلك مثيلاتها من الدول الصليبية الغربية والملحدة والوثنية في أقصى الشرق تتعرض للإحراق والتحطيم وإطلاق النار،ولا تزال النساء المحجبات ممنوعات من الخروج حتى لا يتعرضن للأذى.وفي الجامعات تتكشف الصورة أكثر فداحة، فالطالب العربي عمومًا والمسلم خاصةً عرضة للضرب والاهانة. والأساتذة ليسوا أيضا بمنأى عن ذلك. ونحن في موضوعنا اليوم نتعرض لبعض من تلك المضايقات والاضطهاد التي يتعرض لها إخواننا المسلمين في أنحاء العالم المختلفة. ففي الصين معقل الشيوعية والإلحاد أصدرت إحدى المحاكم الصينية حكمًا بالإعدام ضد أربعة من المسلمين الصينيين من منطقة تشنج يانج يزعم تورطهم في أعمال الشغب خلال شهر يوليو الماضي. وبذلك يصل عدد الأشخاص الذين حكم عليهم بالإعدام لتورطهم في أعمال العنف في المنطقة إلي 26 شخصًا. وكانت أحداث الشغب قد اندلعت في العام الماضي في إقليم تشينج يانج الذي يسكنه أغلبية مسلمة من الإيجور أسفرت عن مصرع قرابة مائتي شخص وإصابة 1600 آخرين. وفي روسيا ألزم القضاء الروسي بمنطقة "أسترا خان" أحد المساجد بغرامة على إثر اتهامه بإزعاج العامة بسبب النداء على الصلوات على مدار اليوم من خلال مكبرات الصوت.وزعمت مؤسسة حماية حقوق المستهلك، ومؤسسة حماية الصحة الروسيتين، أن الصوت ارتفع عن المدى المسموح له؛ مما دفع القضاء لإلزام المسجد وإدارته بالغرامة، إضافة إلى التزام القوانين الخاصة بعدم إحداث الضوضاء. كما أعلنت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية - نقلًا عن مصدر في مجلس المفتين ب"روسيا" - أن رئيس الإدارة الدينية لمسلمي القسم الأوروبي ب"روسيا" قد تلقى تحذيرًا من وزارة العدل الروسية من إنشاء إدارات بنائية للمجلس الروحي للمسلمين في المناطق الفيدرالية بحوض الفولجا. وأشير في التحذير إلى أن المناطق الفيدرالية التي أنشأها رئيس "روسيا" في عام 2000 لا تعد تبعًا لأي جزء من التقسيم الإداري الإقليمي ل"روسيا"، ولا يمكن أن تكون أساسًا لإقامة أية أنشطة تخص المنظمات الدينية، ولا يمكن تحديد المقاطعات الحدودية الخاصة بها، فهذا ليس من اختصاص المسئولين بالمنظمة الدينية. ووصفت الإدارة الدينية هذا القرار بأنه مخالف للشروط الواردة في تشريعات "روسيا" الفيدرالية وأحكام النظام الأساسي للمجلس الروحي للمسلمين. مشيرة إلى أن الجمعيات الدينية في "روسيا" مستقلة عن الدولة، ولا تتدخل في مهام السلطات العامة، وفقًا لدستور روسيا الفيدرالية وقانون حرية الرأي. أما في بريطانيا أجرت قناة إل بي بي سي تصويتًا لمنع النقاب والحجاب داخل المدارس البريطانية والسؤال يقول" يجب منع النقاب والحجاب. كما كشفت وزارة الجاليات والحكم المحلي البريطاني عن خطة تستهدف مواجهة الأفكار "المتطرفة" ومنعها من اختراق صفوف الأقلية المسلمة من خلال تدريب المرأة المسلمة على مهارات التصدي لتلك الأفكار. لكن مجلس مسلمي بريطانيا اتهم الحكومة بالسعي من خلال هذه الخطة إلى تجنيد المسلمات وتحويلهن إلى جاسوسات لصالحها، كما حاولت الأمر نفسه العام الماضي مع الأئمة. ومن حين إلى آخر تعلن الحكومة عن خطة أو برنامج تدريبي يستهدف عنصرًا من عناصر الأقلية المسلمة بحجة مواجهة "الأفكار المتطرفة" بين المسلمين، وتشكيل نشء مسلم "معتدل". وعندما عرجنا على ألمانيا عثرنا على دراسة تفيد أن المسلمين يتعرضون لمضايقات عند بناء المساجد وتسيير أعمالها، وكذلك الأمر فيما يتعلق بالذبائح حسب الطريقة الإسلامية، علاوة على شؤون دفن موتى المسلمين وفقًا لأحكام دينهم، كما يتعرضون لصعوبات في مجال توفير الرعاية الدينية والروحية لنزلاء المستشفيات والسجون من أبناء دينهم. كما منعت البلدية المحلية في مدينة "ديلانبرج" غرب ألمانيا المسلمين من إنشاء مسجد بدعوى أن صوت الأذان يؤدي إلى إزعاج المواطنين الألمان في المدينة، ومُنِع إنشاء مسجد في مدينة"أشيم"؛ بدعوى أنه قد يؤدي إلى مشاكل مرورية بسبب كثرة عدد المصلين، ولعدم وجود جراج لسيارات مئات المسلمين. أما في مدينة (كلوهرسو) حيث ما زلنا في ألمانيا فقد أصدر مجلس البلدية قرارًا بمنع إنشاء مسجد؛ بزعم أن ارتفاع مئذنة المسجد سوف يشوّه المنظر العام للمدينة ذات المنازل متوسطة الارتفاع، وليس الحال في مدينة (نورمبرج) بأفضل منه من سابقتها فقد مُنِعت منظمة أهلية للأتراك بألمانيا من شراء قطعة أرض بعدما أعلنت عن نيتها في بناء مسجد عليها. ومن ناحية أخرى، نشبت أزمة في برلين بشأن إمكانية الشروع في تعليم حصة الدين الإسلامي للتلاميذ المسلمين في المدارس العامة فيها؛ إذ رأت إدارة المدارس ببرلين أنّ المناهج التي وضعها الاتحاد الإسلامي المكلّف بشؤون التدريس والمناهج "تتعارض مع الدستور"؛ لذا فإنه من المرجّح أن يتعذّر الشروع في تدريس الحصة الإسلامية في مدارس برلين مع بداية العام الدراسي الجديد. قام عدد من الفرنسيين باقتحام 8 فروع لمطعم كويك الفرنسي، الذي قام مؤخرًا بتخصيص تلك الفروع بتقديم الوجبات الغذائية المصنوعة من اللحوم الحلال، لخدمة الأقلية المسلمة المتواجدة بكثافة في مناطق تلك الفروع. هذا وقد قام المعترضون باقتحام المطاعم مرتدين أقنعة على هيئة رؤوس الخنازير، مؤكدين فخرهم بأكل الخنازير، وأنه يجب وقف هجرة المسلمين إلى "فرنسا" والكف عن الاستجابة لمطالبهم؛ لأن هذا سيؤدي إلى نهاية الحضارة الغربية. وأشار المتظاهرون إلى أنه غير مقبول أن تقوم سلسلة المطاعم بعزل الفرنسيين داخل وطنهم، من خلال حرمانهم من طعامهم المفضل، ولأجل إرضاء الأقلية المسلمة التي تمتنع عن صعق الحيوانات قبل ذبحها، طبقًا لأحكام الشريعة الإسلامية. ولم تنجو كندا من وصمة عار إرهاب المسلمين فقد ألقى مجهولون زجاجة حارقة على مسجد في مدينة هاملتون الكندية، بمقاطعة اونتاريو شرق، ولكنها لم تؤد بالرغم من اشتعالها إلى إضرام حريق في المسجد، حسب ما ذكرت الشرطة المحلية لمحطة التلفزيون العامة "سي بي سي". ورمى هؤلاء حجرًا على إحدى نوافذ المسجد ما أدى إلى تحطم الزجاج قبل إلقاء الزجاجة الحارقة داخل المسجد من النافذة نفسها بعد منتصف الليل. وقال المسئول عن المدرسة الإسلامية في هاملتون للمحطة: "كاد الأمر أن يكون خطيرًا. كان يمكن أن تلتهم النيران المبنى برمته". وفتحت الشرطة تحقيقًا وهي تدرس خصوصًا تسجيلات كاميرات المراقبة المركزة على المباني المجاورة. ويبلغ عدد سكان مدينة هاملتون حوالي نصف مليون نسمة بينهم حوالي 2% من المسلمين، حسب آخر إحصاء. وفي أمريكا رفضت الإدارة المحلية لمدينة بروكلين بولاية نيويوركالأمريكية مشروعًا تقدمت به الأقلية المسلمة لإقامة مسجد'وطلبت تعديل مخطط المسجد لإزالة المئذنة منه,وذلك سيرًا على خطى قرار حظر بناء المآذن الذي تبنته سويسرا قبل شهور قليلة. وكذلك في ظل سياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية طالبت وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلاري كلينتون" الحكومة النيجيرية-ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عن الإسلام والمسلمين في أفريقية فهذا موضوع تفتح له ملفات- بالإسراع في القبض على المسئولين عن مقتل النصارى وتقديمهم إلى المحاكمة.بالرغم مما يتعرض له المسلمون من المذابح الجماعية على أيدي النصارى، وبالرغم من دماء المسلمين المسفوحة والتي ليس لها ثمن من وجهة نظر عباد الصليب. وجاء هذا ضمن المؤتمر الذي أقامته "كلينتون" مع الرئيس الجابوني، وأخبرت من خلاله الحكومة النيجيرية بمطلبها؛ حيث قالت: يجب على الحكومة النيجيرية أن تؤكد أن المسئولين عن أحداث العنف سيتم تقديمهم للعدالة للمحاكمة تحت وطأة القانون وحقوق الإنسان. هذا غيض من فيض واليوم وبالرغم مما يتعرض له العالم الإسلامي من هجمة عسكرية شرسة إلا أنه في ذات الوقت وفي قلب أوروبا وأمريكا أصبح الساسة الغربيون يحسبون حسابًا لأصوات المسلمين الذين دخلوا عنوة في المعادلة السياسية الغربية،هذا بالرغم من أن الجاليات الإسلامية في تلك البلاد لم تتوحد حتى الآن إلا على رفض سياسات الغزو الغربية للإسلام. وقد أصبح الإسلام اليوم أقوى وأعلى صوتًا، وأثبت أن المسلمين اليوم أصبحوا أكثر تحركًا وتنسيقًا عن الأمس القريب، لقد أصبح لصوتهم دوي، وأصبحت مواقفهم أكثر تركيزًا واتحادًا, وبالرغم من تلك الحملة الغربية الشرسة على الإسلام على كافة المستويات العسكرية والإعلامية والثقافية إلا إن الإسلام يكسب أرضًا جديدة كل يوم يظهر فيها المد الإسلامي في كل مكان على وجه البسيطة رغم كيد الكائدين. وفقنا الله وإياكم إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين وإلى الملتقى في موضوع آخر إن شاء الله.