إليكم إخوتي في الله هذه الكلمات .. أكتبها والله العالم بأني أكره ذكرها .. ولكني سأكتبها لكم للعظة والعبرة.. إخوتي .. أنا لا أتكلم عن أي فتاه .. فهي قريبة مني .. ليست أمي ولا أختيولا حتى صديقتي .. إنها أنا .. نعم هذه الحكاية أنا بطلتها .. وهذا الموقفحدث معي شخصيا ً .. وهي سبب رجوعي إلى اللهإليكم القصةكنت في المرحلة الإعدادية وكنت تاركه للصلاة لا تهمني ولا القي لها بالا ً.. كنت أصليها ولا أصليها في نفس الوقت .. فأنا أقوم بالحركات ولكني واللهلا أعلم ما أقولإخوتي .. في مرحلة الإعدادية كنت أحب معلمة من المعلمات .. أحبها لدرجهأنها الشغل الشاغل لي .. إذا تكلمت تكلمت عنها .. وإذا كتبت كتبت فيها.. حتى إذا نمت كانت الشخصية الرئيسية في أحلامي... لا أطيل عليكم .. كان علينا امتحان في المادة التي تدرسني إياها تلكالمعلمة .. وكنت أدرس .. فأشتهيت شيئا آكله فذهبت إلى المطبخ ... وكانتالمصيبةلم انتبه إلى ألسنت النار تأكل ثيابي .. فقد كنت مشغولة بالتفكير في تلك المعلمةنعم احترقت .. احترقت يدي وظهري وجزء من شعري .. نعم لقد ذقت نار الدنياالتي لم تترك أثرا ً ليدي .. تلك اليد التي كنت أرعاها وأحافظ على جمالها.. ها هي احترقت .. بل اختفت كليا ً .. نعم اختفت .. أنا ذقت نار الدنياووالله .. والله .. لم اقترب من الغاز من ذلك اليوم .. بل تشغيل الغاز عندي.. كأنه اختبار بل هو امتحان .. أرسب فيه كل مرة .. ولا أعتقد إنني سأنجحفيه.. إخوتي .. لم أذكر قصتي هذه لأحصل على شفقة من أحد .. ولم أذكرها لأننيأفتخر كيف كنت سابقا ً .. بل ذكرتها للعبرة .. فيا إخوتي أنا ذقت نارالدنيا .. ووالله لم أذقها إلا ثواني معدودة .. وأنا أتعالج من هذا الحرقمنذ أربع سنوات ولم انتهي بعد من العلاجفهذه الرسالة إليكم .. أكتبها ولا أرجو إلا دعوة منكم أن يسامحني ربي عن كلشي فعلته في تلك السنين المظلمة .. وأنا الآن لا أفوت أي فرض كما أننيأصلي بعض السنن أحيانا ً .. فالحمد لله على كل شياللهم لا تجعلنا من أصحاب القلوب القاسية .. اللهم أجعلنا من أصحاب اليمين.. اللهم أحشرنا من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .. واجعل أعمالناخالصة لوجهك .. يا أرحم الراحمين