الحالمون بالجزائر فرنسية لم يفوتوا فرصة للنيل ممن أفقدهم هذا “الإلدورادو” إلا واستغلوها، هذا ما ينطبق بالضبط على تعاطي اليمين الفرنسي المتطرف مع وفاة صديق الثورة الجزائرية، الراحل هيرفي بورج. ومثلما كان متوقعا، وجد اليمين الفرنسي المتطرف في وفاة صديق الثورة الجزائرية، هيرفي بورج، مناسبة لتصفية حساباتهم مع الماضي، ومع واحد من بني جلدتهم لم يشاطرهم غطرستهم وطمعهم فيما ليس من حقهم. اليومية الفرنسية “فيتريول”المعروفة بتوجهاتها اليمينية، تضمنت مقالا تفوح منه رائحة الكراهية والحقد ضد رئيس تحرير “الشاهد المسيحي” هيرفي بورج، حيث اتهم صاحب المقال الصحفي المتوفي بأنه عدو بلاده فرنسا، والسبب هو وقوفه إلى جانب القضية العادلة للثورة الجزائرية، التي أنهت وجود الاحتلال الفرنسي للجزائر بعد نحو قرن ونصف من الجرائم. هيرفي بورج المعروف بعلاقاته مع قادة جبهة التحرير وعلى رأسهم الرئيس الراحل أحمد بن بلة، الذي كان محبوسا بسجن “إيل داكس” و”شاطو دو تيرمكان”، اتهم بأنه كان يحضر ملفات طلب العفو عن قادة جبهة التحرير المحكوم عليهم بالإعدام. وضرب صاحب المقال المثال بقائد الدرك الوطني الراحل، احمد بن شريف، الذي فر نحو تونس، قبل أن ترسله جبهة التحرير الوطني إلى الولاية السادسة التاريخية (الصحراء) من أجل إعادة ترتيب البيت فيها. ويقول صاحب المقال إن هيرفي بورج حضر الأرضية ل “أدموند ميشلي ” الإطار بوزارة العدل الفرنسية، من أجل مساعدة قادة جبهة التحرير المحكوم عليهم بالإعدام من أجل الإفراج عنهم، وهي المعلومة التي نقلها أيضا كل من ميشال دوبري وبيار مسمار، وزير الجيوش الفرنسي في تلك الفترة. وإن كان طلب العفو أو تخفيف العقوبة الذي رافع من اجله هيرفي بورج لصالح قادة الثورة التحريرية الجزائرية لم يتم التجاوب معه من قبل مصالح العدالة الفرنسية، إلا أنه ومع ذلك سعى من أجل الحصول على عفو من طرف الجنرال دوغول باعتباره رئيس فرنسا، لصالح أحمد بن شريف. تعاطف هيرفي بورج مع الثورة الجزائرية، دفع الرئيس الراحل أحمد بن بلة، لمنحه الجنسية الجزائرية في العام 1962، اعترافا من الدولة الجزائرية بما قام به هذا الثائر من أجل العدالة والقيم الإنسانية.