تُشارك سبعة أفلام جزائرية في مختلف الفئات (روائية طويلة وقصيرة ووثائقية طويلة وفئة أفلام الهواة) بمهرجان القدس السينمائي الدولي في دورته الخامسة الذي ينطلق يوم الأحد بتاريخ 29 نوفمبر الجاري ويستمر حتى 6 ديسمبر بمركز رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة، إلى جانب 104 أفلام تم اختيارها. زينة.ب ويتعلق الأمر بمشاركة فيلم "إلى آخر الزمان" للمخرجة ياسمين شويخ ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وكذا الوثائقيين الطويلين "ليلة النار" للمخرج خالد شنة و"في راسي روبوان" للمخرج حسن فرحاني غمار المنافسة ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية المحترفة، وفي فئة أفلام الهواة سيشارك "تصويركم لم يحررنا" الذي يخرجه مراد ميلود و"ENCYCLIA" للمخرج خيري الدين خلدون في فئة أفلام الهواة، وكذلك الفيلمين الروائيين القصيرين "السلام" و"سيعود" للمخرجين عبد المجيد سريج ويوسف محساس. ويعالج فيلم ياسمين شويخ وهو من إنتاج مشترك بين "ماكينغ أوف فيلم" والمركز الجزائري لتطوير السينمائي من تمويل جزئي عبر صندوق تطوير الفن والتقنية والصناعة السينمائية، مشاكل عديدة ومشاعر مختلفة في قالب ساخر، كما يحوي طاقات متناقضة، وهناك تشابك بين الشك واليقين، حيث يتعدى كونه قصة لقاء رجل وامرأة بعد أن وضع الزمن دربا يجمعهما في نهاية مشوار حياتهما الذي أخذ منهما جهدا ووقتا، وهو نفسه بداية جديدة. وكل هذا في إشارات ورموز يقدمها العمل الذي يركز على التغيرات والارتباكات التي يشهدها العالم بمختلف أجناسه ومناطقه وأديانه. يبدأ الحب في المقبرة، عندما تذهب "جوهر" أرملة سبعينية لزيارة قبر شقيقتها المتوفية، لتطلب من "علي" وهو حفار القبور وحارس بالمقبرة أيضا أن يساعدها في التحضير لجنازتها بسبب حياة العنف والقسوة التي تعيشها، حيث يستجيب لها رغم غرابة طلبها، وبعد تكرر لقاءاتهما ينمو الحب في قلبيهما، في ذلك المكان الذي يرمز للموت فقط خلقا بقصتهما حياة جديدة لهما. يُذكر أن العرض الشرفي ل"آخر الزمان" بالجزائر كان شهر مارس الماضي بقاعة الموڤار ويعد هذا الفيلم الأول لمخرجته ياسمين شويخ بعد فيلمين قصيرين وعرض لأول مرة في مهرجان دبي السينمائي في ديسمبر 2017، كما تم عرضه في افتتاح الدورة ال11 لمهرجان القاهرة لسينما المرأة مطلع شهر مارس 2018. نال الفيلم جائزتين بمهرجان أفلام الجنوب ببروكسل والمهرجان الدولي لفيلم المرأة بالمغرب "سلا"، كما فاز بالوهر الذهبي خلال فعاليات الطبعة ال11 لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي جويلية 2018، ونال أيضا جائزة "عومارو غاندا" لأحسن أول فيلم لمهرجان واغادوغو الإفريقي ال26 للسينما والتلفزيون "فيسباكو" في 2019 وشارك ضمن منافسات الدورة الثامنة لمهرجان الأقصر للسينما الافريقية في فئة الأفلام الطويلة حيث تم تحديد التاريخ من 15 إلى 21 مارس 2019، من جانبه يعرض الفيلم الوثائقي الطويل "ليلة النار" للمخرج خالد شنة والحائز على الجائزة الكبرى لأفضل فيلم بالمهرجان الدولي الإفريقي العربي بزاكورة بالمملكة المغربية شهر ديسمبر 2019، أهم المحطات التي مرت بها منطقة الأوراس والزيبان منذ دخول قوات المستعمر الفرنسي لها سنة 1844 إلى غاية التحضير للعمليات المبكرة التي آذنت باندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954، ذلك بالتركيز على الهجمات التي قامت بها مجموعة "مدينة بسكرة" طالت عددا من الأهداف الحيوية، وتبيان ردود فعل الإدارة الفرنسية التي أعقبت هذه هجمات، أنتج هذا الفيلم بهدف المشاركة في الحفاظ على الذاكرة الحية للثورة الجزائرية في ناحيتها الصحراوية التي غالبا ما كانت مقصاة من هذا النوع من التّأريخ المصوّر، وقد نجح المخرج في تقديم مادة فيلمية علمية وفنية، وذلك برؤية إخراجية وثائقية قدّم فيها العديد من الشهادات الحيّة، مُستعينا بالعشرات من المستندات والمصادر التي توثق لتلك الأحداث التاريخية والسياسية، ووقائع قمع الثورة التي حصدت الملايين من الشهداء. أما فيلم حسن فرحاني الوثائقي الطويل "رونبوان في راسي" -وهو أول أفلام مخرجه الطويلة- يصبح المسلخ رمزاً للمجتمع الجزائري ككل، فنرى فيه العاملين من الرجال، شباباً ومسنين أثناء أدائهم لعملهم وفي أوقات استراحتهم، وهم يشاهدون مباريات كرة القدم، وهم يتحدثون عن الحب، عن الأحلام أو عن الماضي، وتظهر شخصيات المسلخ في الفيلم مسكونة بالحيرة أمام واقعها، كما تدفعنا دموية مشاهد المسلخ للتأمل، بينما تبدو الحياة خارجه وكأنها محور دائري يخرج منه ألف طريق ليس بينهم طريق واحد صحيح، وقد فاز هذا العمل بالجائزة الكبرى للدورة ال7 للمهرجان السينمائي الدولي "تصوير العمل" ببواتييه بفرنسا، كما أحرز في 2015 العديد من الجوائز الدولية على غرار التانيت الذهبي لمهرجان قرطاج السينمائي بتونس، والجائزة الكبرى لأحسن وثائقي في مهرجان الجزائر الدولي للفيلم الملتزم وكذا جائزة "الإسهام الفني" في الطبعة ال5 لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية بجنوب مصر، وجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان مارسيليا الدولي، كما حصل على جائزة أفضل فيلم في ختام الدورة الأخيرة لمهرجان الفيلم الملتزم بالجزائر. يُذكر أن الدكتور عز الدين شلح رئيس مهرجان القدس السينمائي الدولي والذي يقام بالشراكة مع وزارة الثقافة الفلسطينية وبالتعاون مع جمعية رؤية شبابية، قد أعلن قبل يومين أن لجنة المشاهدة المكونة من المخرج أشرف الهواري والمخرج مصطفى النبيه والمخرج صلاح طافش انتهت من فرز الأفلام المشاركة في الدورة الخامسة للمهرجان بمشاركة 104 أفلام من عشرين دولة هي؛ مصر، لبنان، الجزائر، تونس، المغرب، سوريا، السودان، العراق، الأردن، سلطنة عمان، اليمن، الإمارات، فرنسا، البرازيل، إيران، الهند، تركيا، الهند، البرازيل، بالإضافة إلى فلسطين والذي سوف ينطلق يوم الأحد بتاريخ 29 نوفمبر الجاري وحتى 6 ديسمبر من مركز رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة، وذكرت اللجنة أن المهرجان استقبل عددا كبيرا من الأفلام واستبعد ما لا يتوافق مع أهداف المهرجان، وذلك من كل الفئات، الروائية الطويلة والقصيرة والأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة، كما استقبل عددا كبيرا من أفلام الهواة، وحسب المنظمين فإن هذا يدل على أن المهرجان يسير بالاتجاه الصحيح ويلقى رواجاً بين السينمائيين كما أن هناك عدد من الأفلام الحديثة والقوية المنافسة في الدورة الخامسة للمهرجان.