تعاني شوارع وأزقة العاصمة من مشكلة عرقلة المرور والضجيج الصاخب سيما امام المشكل الكبير الذي اضحى يؤرق المواطنين عندما يقضون ساعات طويلة في البحث عن مكان لركن سياراتهم، ومنه بات اللجوء الى الركن في اماكن ممنوعة والارصفة الخاصة بالمشاة وزوايا الشوارع الحل الوحيد بالنسبة لهؤلاء. كثيرا ما نتجول في شوارع وازقة العاصمة ويصادفنا ذلك المشهد المتكرر اليومي الذي تشهده وتعاني منه الاحياء الشعبية، والتي غالبا ما تمتاز بضيقها حيث يقوم المواطنون بركن سياراتهم بطريقة عشوائية نتيجة لصعوبة الحصول على زاوية صغيرة، الأمر الذي جعل ارصفة العاصمة تتحول الى مواقف ومحطات للسيارات هذا لمسناه من خلال جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا الى بعض هذه الشوارع والذي لاحظنا صعوبة تنقل السيارات فيها وحتى بالنسبة للمشاة. معاناة أصحاب السيارات وسخط السكان والراجلين هي حالات شاهدناها على اشخاص ارهقهم مكوثهم لساعات طويلة في البحث عن مكان او بالاحرى زواية صغيرة لركن سياراتهم حتى يتمكنوا من قضاء اشغالهم اليومية، وعلى حد تعبير محدثينا فانه نتيجة للضغط المتكرر يلجأ بعض المواطنين الى ركن سيارتهم في الارصفة والتي هي ممر للراجلين، الأمر الذي يزيد من تفاقم المشكل ويدفع بالراجلين للسير في الطرقات، حيث يؤكد سفيان في هذا السياق انه مظطر يوميا الى ركن سيارته في مكان ما بأحد أحياء العاصمة ليواصل مشيا على الاقدام لمقر عمله.فيما يضيف عمي صالح ان هذه الظاهرة اضحت لا تطاق، بسبب هدر الساعات الطويلة في البحث عن اماكن لركن سياراتهم الامر الذي يثير القلق والاستياء، كما أبدى عمي عمر استيائه الشديد وتوتره حول السيارات المركونة امام مدخل العمارة التي يقطن فيها. بطالون يستغلون الأوضاع لإنشاء حظائر غير قانونية وفي ظل هذا المشكل الذي اضحى يؤرق الجميع نجد فئة الشباب البطال الذي حوّل هذه الأماكن إلى مواقف وحظيرات خاصة لركن السيارات مقابل مبلغ مالي يترواح بين 30 دينار إلى 100 دينار حيث يتلقى المواطنون مشاكل كبيرة من بعض هؤلاء البطالين الذين ينتهزون الفرصة لكسب المال، لتتفاقم المشكلة أكثر ويحتدم الصراع اثناء تهاون ورفض بعض المواطنين لدفع حق الباركينغ لتصل لدرجة العنف والشجار أحيانا، حيث يعتبر البعض هؤلاء الشباب بالانتهازيين والفوضويين نتيجة لما ينجر عنهم من سلوكات وتصرفات لا تمت بالامان والمراقبة المستمرة. وأمام هذه الوضعية المتازمة اجمع الجميع على تجنيد السلطات المعنية والمسؤولين بالتفكير جليا في إنشاء مواقف جديدة حتى نضمن السير الفعلي لها سيما مع استغلال جماعة الباركينغ الفوضوي في ظل غياب الرقابة.