تشهد بلدية باب الوادي، تنامي واتساع ظاهرة المواقف العشوائية للسيارات، حيث يشتكي المواطنون وبالتحديد من الموقف العشوائي المتواجد بالقرب من المستشفى الجامعي "مايو"، والذي يشهد ضغطا كبيرا بسبب ضيقه واحتلاله من طرف بعض الشباب الذين حوّلوه إلى موقف لركن السيارات، ورغم أن هذه الظاهرة قد أزاحت عن المواطنين معاناة البحث عن مكان لركن سياراتهم لساعات طويلة، غير أن بعضهم عبّروا للجزائر الجديدة عن تذمرهم الشديد من هذه الوضعية التي ظهرت كمهنة جديدة لبعض الشباب البطال، إذ أصبح لزاما على أي شخص يركن سيارته في الشارع أن يدفع مقابل ذلك دون أن يوجد أي قانون يوجب عليه الدفع، وإن رفض ذلك فحتما سيسمع شتائم من هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم مسؤولين رسميين عن مرافق عمومية تبقى ملك الدولة، وفي هذا الصدد فقد أكد جل المواطنين أن المشكل المطروح هو الضغط الكبير الذي تعرفه أرصفة الشوارع والتي غالبا ما تتسع لعدد محدودة من الأشخاص بعدما حوّلها بعض الشباب إلى مرافق خاصة بالسيارات التي تتعاقب على إنجازها طيلة النهار، بحثا عن أماكن آمنة وحراسة قد تكون جيدة أحيانا وفاشلة في غالب الأحيان، كما أن هذه الظاهرة قد تسببت في ضيق أماكن سير الراجلين الذين يضطرون لمزاحمة السيارت بالسير وسط الطريق، فضلا عن عرقلة حركة المرور. وفي سياق ذي صلة، تحدث مواطنون آخرون عن هاجس انعدام الأمن بهذه المواقف، نظرا للغياب الفعلي للحراسة من طرف هؤلاء الشباب الذين لا يتحملون في نهاية المطاف مسؤولية أي حادث، حيث أكد أحد المواطنين تسجيل العديد من السرقات على الرغم عن توفر الحراس، حتى وإن تقدم المتضرر بالشكوى إلى الحارس فسينفي حدوث ذلك بموقفه، ولعل ما زاد الطين بلة هو اتخاذ بعض الشباب القائمين على حراسة هذه السيارات مهنة لاستغلال المواطن لتحقيق الكسب السريع، حيث تبلغ تكاليف حراسة سيارة الشخص قيمة 30 دينار، حتى وإن كان لدقيقة واحدة لا أكثر، رغم أنهم يعملون بطريقة غير قانونية ولا يملكون وثائق رسمية تسمح لهم بتسيير الحظائر، وخلال الجولة التي اقتادت الجزائرالجديدة إلى بعض من أحياء باب الوادي وبالتحديد إلى الشارع الذي يتواجد به الموقف السابق الذكر، لمعاينة الأوضاع لاحظنا بأنه يمكن لكل من يقصده أن يلاحظ الفوضى العارمة في كيفية ركن السيارات، حيث أصبح الموقف شبيه بخم الدجاج نظرا لركن السيارات بطريقة عشوائية ومحشورة، وهو ما يمنع في غالب الأحيان صاحب السيارة من إخراجها من ذلك الموقف مما يدفعه إلى الانتظار لساعات حتى يتمكن من ذلك، ولقد تسببت هذه الوضعية في اختناق حركة السير وذلك على مستوى الطريق الذي تمر به يوميا آلاف المركبات، ويضيف المواطنون أن هذا الموقف العشوائي تنعدم فيه شروط الأمن والسلامة المرورية مما يتوجب على السائقين توخي الحذر عند إخراج سياراتهم من الموقف حتى لا تقع حوادث تكون عواقبها وخيمة، وفي سياق متصل أكد أحد المواطنين أن السبب الرئيسي الذي يقف وراء تفشي هذه الظاهرة يعود للتنامي الكبير في حظيرة السيارات والتي لم تعد تستوعبها المواقف الرسمية المتوفرة على مستوى ولاية الجزائر، نظرا لمحدوديتها، كما أن كل من يفكر بركن سيارته فيها يجب عليه النهوض باكرا للظفر بمكان شاغر، الأمر الذي فرض عليهم اللجوء إلى المواقف العشوائية والأرصفة بحثا عن مكان محروس من طرف شباب استغل هذه الظروف بحثا عن الاسترزاق، حيث يعد ذلك بالنسبة لهم أفضل بكثير من تضييع عدة ساعات بحثا عن مكان في المواقف الرسمية والمحجوزة سلفا. ليرجع في الأخير جل من التقت بهم الجزائرالجديدة السبب إلى غض المسؤولين البصر عن مثل هذه الممارسات التي جعلت المواطن تحت رحمة اللصوص والانتهازيين الناشطين في المواقف العشوائية، حيث تبقى محاربة هذه الظاهرة مسألة صعبة وتنعقد أكثر عندما لا يتقدم المواطن بالشكاوي إلى المصالح المعنية، وأمام هذه الظروف يناشد سكان بلدية باب الوادي الجهات الوصية لتوفير المرافق الضرورية واتخاذ الإجراءات التنظيمية للقضاء على الفوضى التي تسببها ظاهرة المواقف العشوائية للسيارات.نسرين جرابي