الاستعداد لشهر القرآن المسافر يستعد لسفره ويتجهز، والموظف يستعد بتحضير الشهادات، أو حضور الدورات, والشياطين تصرف الناس عن الطاعات، و توسوس للعباد، قبل أن تصفد في الشهر الكريم، فعلى المسلمين أن يستعدوا ويتجهزوا أفضل استعداد، فما أسعد من استفاد من رمضان من أول يوم، بل ومن أول لحظة، نسير ونفعل كما فعل السلف الصالح، بأن نجهز أنفسنا ونحسن استقبال رمضان قبل قدومه أي من رجب أو من شعبان. فشهر رمضان يزهو بفضائله على سائر الشهور، فهو شهر القرآن والتوبة والمغفرة والصبر والمجاهدة والجهاد، فأبواب الرحمة فيه مفتوحة، والشياطين ومردة الجن مصفدة مغلولة، فيه ليلة خير من ألف شهر، والسعيد من صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا، فلا بد من حسن استقباله. كيف نستعد لرمضان: أولا: بالدعاء:ندعو الله أن يبلغنا هذا الشهر الكريم، كما كان السلف الصالح يهتمون بشهر رمضان ويفرحون بقدوم، وكانوا يدعون الله أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه أن يتقبله منهم؛ لأنهم قد علموا فضائله، وتفهموا خصائصه، وعرفوا أنه يزهو بفضائله على سائر الشهور، فيجتهدوا في عمل الصالحات، وفعل الطاعات، والتنافس في الخيرات، والاستعداد له بالأعمال التي تقربهم إلى الله تعالى في ذلك الشهر الكريم. وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب دعا الله أن يبلغه شهر رمضان فيقول: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبَلِّغنا رمضان" رواه أحمد والبيهقي وغيرهما، والحديث ضعفه العلماء من قبل إسناده، لكنه دعاء مشهور دعا به السلف الصالح، فاللهم بلغنا رمضان. ندعو الله تعالى أن يعيننا على أن نحسن استقبال هذا الشهر، وأن نحسن العمل فيه وأن يتقبله الله منا. سلامة الصدر مع المسلمين: فلتحرص أيها المسلم، ألا يكون بينك وبين أي مسلم آخر شحناء، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا مشرك أو مشاحن" راجع صحيح الترغيب والترهيب.