لافولي ، مصطفى الصغيور، جمال , م، رشيد. ك)، زهير. ب، أواي ومحمد. ك. عينة من هؤلاء "المدمنين على مناصرة أندية تعد بالنسبة لهم أكثر من مجرد فرق رياضية. ، و ليس هناك أي موضوع يستهويهم أو يثير اهتماماتهم سوى الحديث عن الفريق الذي يحبونه، حتى أصبح العديد منهم يلقبون بأسماء أنديتهم التي يناصرونها، كسفيان لامسيو ، موح سياربي ، جمال المولودية وكادار USMA. إلخ...
مناصرون يعشقون أنديتهم حتى النخاع
عليلو "الحمرة" أحد هؤلاء، من بين المناصرين الأوفياء لفريق اتحاد عنابة، فهو من سكان حي سيدي سالم المعروف بمناصرته "للحمرة سابقا"، وفاؤه لألوان الفريق يجعله فريدا في هذا الحي، يقول في حديثه للجزائر الجديدة في آخر لقاء للبطولة أمام اتحاد العاصمة ، رجع الفوز فيه للمحليين وضمنت البقاء أما اتحاد عنابة فقد نزل للقسم الثاني "صدقوني لا يمكنني أبدا أن أضيع أي لقاء تجريه عنابة، فكما ترون أتيت البارحة إلى بولوغين ، كان ذلك صبيحة لقاء اتحاد العاصمة - أ - عنابة، ليضيف عليلو:"اليوم لن أذهب إلى العمل، فالحمرة ستعلب وبالتالي لابد أن أتابع هذا اللقاء في الملعب"، ليروي لنا قصته مع أنصار اتحاد العاصمة الذين ألحوا عليه بالمجيء : "لقد تلقيت عدة مكالمات من مناصري اتحاد العاصمة ، الذين ألحوا علي لحضور هذه المباراة، تصوروا أنه سبق لي وأن تشابكت مع هؤلاء في الماضي، والآن أصبحوا أصدقاء لي"
"كرة القدم أفيون الشعوب"
هذه المقولة تنطبق فعلا على المناصرين في الجزائر، الذين يبقى همهم الوحيد ما تحققه فرقهم من أرباح دون أن تخفى عنهم أخبار لاعبي فريقهم المفضل ، من سيلعب اليوم ، ومن قام الفريق بجلبه لتدعيم الصفوف ، ومن سيقوم بجلبه خلال "الميركاتو" أو في نهاية الموسم الرياضي، هذه هي المواضيع التي تدور حولها النقاشات عند هؤلاء المناصرين المنتشرين في معظم الأحياء، والذين لا يتكلمون عن أي شيء آخر، سوى عن كرة القدم، فهم يتصفحون كل الجرائد المتخصصة أو غيرها، باحثين عن أية صغيرة أو كبيرة تخص ناديهم المفضل، ومنهم أيضا من لا يكتفي بالتنقل إلى الملعب لمتابعة المباريات فقط، بل يصل الأمر بهم إلى حد متابعة مختلف الحصص التدريبية لفريقهم المفضل، هذا حال الشاب (جمال .م) الذي يبلغ من العمر24 سنة، الذي ترك هو الآخر مقعد الدراسة، فهو دائم الحضور في ملعب 20أوت ، هذا الشاب أصبح محبوب اللاعبين، وكان لاعبه المفضل سفيان باجي ( بالمناسبة نغتنم الفرصة لنقول ألف مبروك لسفيان باجي الذي دخل القفص الذهبي بداية شهر جويلية )لما كان في السياربي (شباب بلكور) وارتبط حبه للفريق بحبه لهذا اللاعب، والغريب أن هذا الشاب، تحولت مناصرته من الشباب ، إلى فريق المولودية العاصمي بعد تنقل باجي إلى تشكيلة "العميد".
الفوز فرحة.. والانهزام نكسة
الفوز يصنع الفرحة والانهزام يعد نكسة، هذا ما تعيشه معظم ملاعبنا في الجزائر، ف"المدمنين" بنواديهم لا يعترفون أبدا بالهزيمة ولا بالحدود ولا حتى بالقوانين ، فكثيرا ما تسببوا في معاقبة فرقهم بحرمانهم من حضور المباريات، وبتغريم الفريق بغرامات مالية كبيرة، تنعكس سلبا على هذه الأندية ، فكثيرا ما اعتدى الأنصار على لاعبين أو مدرب أو رئيس الفريق وحتى حكم المباراة، والأمثلة على ذلك كثيرة لأن عدم تقبلهم انهزام ناديهم يجعلهم يتصرفون بعنف دون تفكير في العواقب "نحن لا نتسامح إن انهزم الفريق، خاصة إذا كان ذلك داخل قواعدنا وأمام فرق ضعيفة، فاللاعبون يتقاضون أموالا ضخمة ولا ينقصهم أي شيء، لهذا عليهم أن يبللوا أقمصتهم فنحن نعاني حتى ندخل الملعب ، وهناك منا من لا يستطيع دفع ثمن التذكرة، لهذا لا نتقبل الانهزام". هذا ما يقوله مجموعة من مناصري اتحاد الحراش، الذين صادفناهم.
و يصل الأمر ببعض المناصرين إلى قطع مئات الكيلومترات وحتى الآلاف أيضا، عندما يلعب الفريق خارج الوطن من أجل تشجيعه، وهذا بدفع كل التكاليف، ففي إحدى خرجات فريق شبيبة القبائل إلى الكاميرون تنقل مع الوفد عدد لا بأس به من المناصرين الذين نظموا أنفسهم ليقوموا بهذه السفرية، دافعين من مالهم الخاص" جيوبهم " كل التكاليف الخاصة بالإيواء. والأمثلة على تنقلات هؤلاء المناصرين كثيرة، كالأوفياء لوفاق سطيف الذين تنقلوا مع فريقهم في عدة مناسبات و أثبتوا حضورهم بقوة في مختلف المباريات التي لعبها فريقهم في كأس رابطة أبطال العرب . ويبقى الملعب وكرة القدم، متنفسا لهؤلاء المناصرين، الذين يعاني الكثير منهم من مشاكل كبيرة، في ظل ما يعيشه المجتمع الجزائري من تناقضات، وينتظر هؤلاء الشبان وحتى الشيوخ مقابلات فرقهم ويتابعون أخبارها بشغف كبير، فليس لهؤلاء ملجأ آخر سوى الملعب لإخراج مكبوتا تهم.