يؤكد اللواء روبين سوربي مستشار رئيس الوزراء البريطاني لمكافحة الارهاب في شمال افريقيا والساحل أن المملكة المتحدة و الجزائر تربطهما علاقات مهمة في مجال مكافحة الإرهاب. ويؤكد سوربي في حوار لموقع كل شيئ عن الجزائر أن للجزائر دور محوري في مكافحة الإرهاب وفي التعاون الأمني في المنطقة، ويحثها على ضرورة مساعدة دول المنطقة الضعيفة، حيث يقول " بعض هذه البلدان تفتقر إلى القدرات المحلية للتغلب على هذا التهديد وحده، ولذا فمن المهم بالنسبة لدول مثل الجزائر، التي لديها القدرة على مساعدة أولئك الذين لا يستطيعون التغلب عليه". ويصرح سوربي أن "تنظيم القاعدة ومقرها باكستان تبقى من مخاوفنا الرئيسي وعلى المدى الطويل، إلا أن الجماعات الاخرى، بما فيها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي تهدد المملكة المتحدة والاتحاد الاوربي وتهدد مصالحنا"، ولذلك فان بريطانيا تؤكد تنسيقها مع الجزائر لمواجهة هذا التحدي. وبخصوص تجريم دفع الفدية، يقول اللواء البريطاني " نحن ندعم أي خطوة من شانها أن تؤدي إلى ضرب قدرات الإرهابيين في القيام بنشاطاتها، المملكة المتحدة لا تدفع فدية للإرهابيين، ولا تسهل أي تنازل لمحتجزي الرهائن، دفع الفدية للإرهابيين هو خيار سياسي سيئ، وغير جيد بالنسبة للقانون الدولي. نحن نتطلع للعمل في الجزائر وغيرها من الدول، ومع جميع الذين يقاسموننا الهموم من اجل مواجهة تهديدات الخطف ودفع الفدية، مواقفنا متقاربة جدا، ونحن نعمل كشركاء في المحافل الدولية. إننا متفقون على أن دفع الفدية هو وقود لتعزيز قدرة الجماعات الإرهابية في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وغيرها، وهو يشكل تهديدا لمصالحنا المشتركة"، وهو ما يؤكد تأييد بريطانيا للجزائر في هذه القضية التي ضلت الجزائر تجند المجتمع الولي من أجلها. وحول قيام كل من فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية بتنفيذ عمليات في منطقة الساحل لمواجهة التنظيم، ومساعدة كل من مالي وموريتانيا، فيقول سوربي " الأمر متروك للأمريكيين أو الفرنسيين، والاتفاق الذي يعقدونه مع شركائهم في المنطقة، لكن اعتقد انه يمكننا حقا التغلب على القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إذا عملنا معا، مع مبادرة بلدان المنطقة"، ويضيف " ولضمان عدم حصول تنظيم القاعدة على ملجأ في منطقة الساحل، أرى أنه يجب إنشاء لجنة أو خلية لتبادل المعلومات الأمنية كخطوة أولية، ومهمة في المنطقة، من اجل العمل بشكل وثيق ومنسق، ونظرا للقدرات الفريدة من نوعها للجزائر في المنطقة، سيكون لها دور مهم جدا تلعبه". وحول مخاوف تاثير الازمة الليبية على الوضع في المنطقة وفي الجزائر، يقول اللواء روبن سوربي " نحن جميعا ندرك من خلال التقارير بأن الأسلحة الليبية وقعت في أيدي المتطرفين، وإذا كان هذا صحيحا، سيكون بمثابة تطور مقلق للغاية، والمجتمع الدولي والمركز الانتقالي الليبي لديهما هدف مشترك لمعارضة التطرف، ومغادرة القذافي بسرعة سينهي الفوضى في المنطقة، وهذا أفضل". م.ب