وحسب البعض ممن تحدثنا إليهم فإن المشكل ليس وليد الساعة بل يعود إلى سنوات طويلة، إلا أنه رغم الشكاوي التي قاموا بتقديمها على مستوى البلدية دون جدوى، مستغربين في ذات السياق سياسة الصمت المنتهجة ضدهم من قبل المسؤولين المحليين، الذين لم تتجسد وعودهم إلى حد الساعة وهو ما حوّل أمر تنقلهم من نعمة إلى نقمة حقيقية. ورغم أهمية هذا المحور الذي يربط ثلاث بلديات، إلا أن المسافرين يجدون صعوبة في الوصول إلى مقاصدهم بدءا ببلدية عين طاية عند مواقف المستشفى، سيركوف وديكابلاج، بغرض الوصول إلى هراوة والرغاية، حيث يضطر هؤلاء إلى الانتظار طويلا أو العودة إلى المحطة الرئيسية بعين طاية، كما يطرح الانشغال بحدة على مستوى بلدية هراوة التي تضم أكثر من 27 ألف نسمة أين تزداد معاناة المسافرين بالمواقف الستة انطلاقا من وسط المدينة وصولا إلى برايدية أين تعم فوضى عارمة بين المسافرين والناقلين، من جهة أخرى أبدى المسافرون امتعاضهم الشديد لهذه الوضعية المزرية التي يتكبدونها، مضيفين أن طول الانتظار في تلك المواقف أرهقهم، وحسب أحد المواطنين فإن مشاهد التدافع والازدحام تكرّر في كل مرة، خاصة وأن هذه المواقف تبعد عن أحيائهم بمسافة طويلة مثلما هو شأن أحياء" العربي وأولاد معمر"، علاوة على غياب محطة رئيسية على مستوى بلدية هراوة كون أرضية المحطة المتواجدة بوسط المدينة غير خاضعة لتسيير البلدية أمام مشكل نقص العقار، وهو ما لم يسمح بإنجاز التهيئة الملائمة لها بالرغم من التداعيات السلبية لها على حركة المسافرين شتاء وصيفا، وبالمقابل تؤكد مصادر مسؤولة بالمجلس الشعبي البلدي لهراوة، على تبني مخطط نقل جديد استوفى كامل الإجراءات الإدارية والقانونية بالتنسيق مع مديرية النقل لولاية الجزائر، حيث يتضمن استحداث 5 خطوط جديدة تضم 25 موقفا للحافلات منها 17 موقف مشتركا داخل الأحياء المعزولة بالمنطقة، وحسب مصادر موثوقة فإنالمخطط يتضمن 3 محاور تربط بين الرغاية وعين طاية مرورا بأحياء عين الكحلة، برايدية حي العربي، 450 مسكن ومنطقة ايتاماس، حيث انطلق في استغلال الخط الأول الذي يشمل برايدية، مرورا بأولاد العربي ثم وسط هراوة، وصولا إلى عين طاية. بالإضافة إلى خط خامس تعد فيه بلدية الرويبة نقطة الانطلاق والوصول، يشمل محور معمرية وسط هراوة وحي عدل، وهو ما سيساهم في فك العزلة عن هذه الأحياء عند العمل بهذا المخطط متى ما توفّرت عوامل تجسيده، وأمام هذه المعطيات يبقى تجسيد مخططالنقل الجديد على أرض الواقع مرتبطا بمدى مشاركة الناقلين الخواص من أبناء البلدية، خاصة وأن السلطات المحلية منحت التسهيلات الإدارية والقانونية اللازمة لهؤلاء، بالإضافة إلى ضرورة تدخل الجهات المعنية لإنشاء محطة رئيسية للحافلات ببلدية هراوة في ظل أزمة العقار التي تُعاني منها المنطقة، وهو المشكل الذي سيعرقل المشروع ما لم يتم إيجاد حل على المدى القريب. نسرين.ج