أبدت قيادات تشكيلات سياسية استعدادها لإقامة تحالفات في البرلمان المقبل، من أجل إنشاء حكومة في ظل عدم تحقيق أي حزب من الأحزاب الأغلبية البرلمانية، ما يعني أن المشهد السياسي المقبل يحتمل عدة سيناريوهات. وأكد رؤساء كلا من حمس والأفلان والأرندي والمستقبل، نيتهم في إقامة التحالفات، في البرلمان المقبل قصد قيادة المرحلة المقبلة وتشكيل حكومة سياسية توافقية من أجل "حلحلة" جملة المشاكل المقبلة . ولم يستبعد رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، إقامة تحالفات ، وقال خلال ندوة صحفية، أمس، حول نتائج التشريعيات "إذا كانت هناك عروض حول الحكومة سندرسها بدون عقدة والكلمة الفصل لمجلس الشورى للحركة " ، خاصة مع من قال عنهم إنهم "يمتلكون رؤية تقترب من رؤية الحركة حول عدد من الملفات" ، مضيفا أن "حمس قدمت برنامج يتمحور حول فتح حوار مع مختلف مكونات الساحة السياسية لبناء عقد وطني جامع وحكومة وحدة وطنية لتحقيق التنمية الاقتصادية في البلاد ". وانطلق مقري من رفضه الفصل في مسألة التحالفات من أن المرحلة الراهنة هي مرحلة إيداع ودراسة الطعون قبل الإعلان عن النتائج النهائية للتشريعيات من قبل المجلس الدستوري، واحتمالية تغير بعض المعطيات . من جهته، أكد رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، أن حزبه سيشارك في الحكومة المقبلة لإجراء إصلاحات حقيقية بعيدا عن الأنانية الحزبية لتشكيل حكومة قوية، ملمحا إلى امكانية عقد تحالفات مع أحزاب أخرى، "لسنا معارضة سلبية وسنفتح حوار مع كافة الأطراف في البرلمان وسنساهم في استقرار الجزائر وما يهمنا هو إصلاحات حقيقية". أما الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديموقراطي، الطيب زيتوني، فقد توقع تشكيل قطب وطني قوي سيكون قوة ضاربة في البرلمان ويمكن أن يكون التكتل المشكل بين حزبه و حزب جبهة التحرير الوطني. وقال زيتوني إن التجمع منذ 2012 يناضل ضد العصابة التي استحوذت على الحزب، رغم الحملة السياسية التي شنها العديد من الأطراف ضد الحزب،"الارندي" الجديد هو ورشات جديدة و أشخاص جدد، الثورة المضادة مازالت مستمرة في نشاطها داخل الحزب، لكن تغلغل الارندي جعلته يبقى في الواجهة مع الأحزاب الكبرى بفضل النتائج الجيدة التي أحرزها خلال تشريعيات 12 جوان. ويتوقع مراقبون عدة سيناريوهات لتشكيل الحكومة المقبلة، في ظل افراز خمس كتل بالبرلمان الجديد، فيرى البعض أن الأحزاب السياسية ستتحالف فيما بينها ، على غرار المستقبل والافلان والأرندي، ومن ثم التموقع مع الأغلبية الرئاسية وبالتالي فسح المجال أمام الرئيس لاختيار وزير أول . أما السيناريو، أن يقوم الرئيس بتشكيل الحكومة بالتشاور مع الأحزاب السياسية واستكمال تطبيق برنامج الرئيس دون العودة إلى تحالفات بين الأحزاب على اعتبار، أنه لم يحز أي حزب على الأغلبية البرلمانية. ويتوقع مراقبون أن يعود التحالف الرئاسي حمس والآفلان والأرندي بقوة في المرحلة المقبلة، ما دامت هذه الأحزاب مجتمعة ستحوز الأغلبية البرلمانية، وبالتالي العمل على تشكيل الحكومة المقبلة، في إطار الأغلبية البرلمانية، أو على الأقل تشكل تحالف أخر بضم الأرندي والأفلان والمستقبل. وينتظر أن يعطي رئيس حركة البناء عبد القادر بن قرينة، في ندوة صحفية اليوم الخميس، قراءته للنتائج المعلن عنها من طرف رئيس السلطة الوطنية لتنظيم الانتخابات ويعلن موقفه من التحالفات وتشكيل الحكومة، خاصة أنه أبدى في كثير من المرات نيته العمل مع الجميع دون استثناء، فكيف سيكون المشهد السياسي بعد التشريعيات؟