قال رئيس النقابة الوطنية لمُمارسي الصحة العُمومية الياس مرابط، إن ارتفاع عدد المُصابين بكورونا والسلالات المُتحورة الجديدة يهددُ ببروز أزمة حادة في الأكسجين على مستوى المستشفيات، وهُو ما أقره وزير الصحة والسكان وإصلاح المُستشفيات عبد الرحمن بن بوزيد بلغة صريحة وواضحة، أمس، خلال استضافته في اليوم المفتوح الذي خصصهُ التلفزيون الجزائري، حيث أكد أن الأمر المُقلق حاليًا هو نُقصُ الأكسجين في المُستشفيات. وأشار مرابط، أمس، في تصريح ل "الجزائر الجديدة" إلى أن المُشكلة الرئيسية التي تُعاني منها المُستشفيات حاليًا هي ان كل أسرة المستشفيات أصبحت ممتلئة بالمرضى من كل الأعمار تقريبًا والأطقم الطبية متعبة ولا يدري الأطباء كيف يمكنُ مواجهة هذه الموجة الشرسة من الوباء، خاصة وأن الوضعية الوبائية مُخيفة، ولا نستبعدُ بلوغ الآلاف من الإصابات يوميًا بعد 15 يومًا فقط من هذا التاريخ لأن سلالة "دلتا" من فيروس كورونا المستجد أشد عدوى وفتكًا. وتابع مرابط قائلا إن "الارتفاع المُستمر للمُصابين بفيروس كورونا سيزيد من حجم الضغوطات على المستشفيات ويهددُ بنفاذ مادة الأكسجين الضرورية في علاج المرضى حاليًا". وأضاف: "حولنا العديد من مصالح الجراحة والتخصصات الأخرى لمصلحة كوفيد وقمنا بتأجيل العديد من العمليات الجراحية في محاولة منا للسيطرة على الوباء والتكفل بأكبر عدد من المصابين، فالوضع خطير في المستشفيات في المناطق الموبوئة خاصة في العاصمة والبليدة ووهران وقسنطينة وسطيف، وسجلنا استهلاكًا غير عادي للأوكسجين بسبب المُضاعفات التي يتسبب فيها المتحور الهندي". وأكد رئيس النقابة الوطنية لمُمارسي الصحة العمومية أن هذا المتحور يستهدف كل الفئات العمرية بدون استثناء، واستدل بتواجد شابة جزائرية تبلغ من العمر 25 سنة في غرفة الإنعاش بمستشفى البليدة رغم أنها غير مصابة بأي مرض تنفسي كالربو والحساسية، كذلك كشف المتحدث عن وفاة طبيب عام يبلغ من العمر 38 سنة بولاية تلمسان مُتأثرًا بهذا الفيروس. ووفق الأرقام التي كشفها الدكتور الياس مرابط، فقط تم تسجيل وفاة 191 طبيبًا بسبب الفيروس منذ بداية الجائحة، وتسجيل 240 وفاة لمهنيي القطاع. ومن الأعراض الرئيسية لهذا الوباء، ذكر، الصداع والتهاب الحلق وسيلان الأنف والحُمى والسعال بينما يبقى فقدان حاسة الشم والتذوق من الأعراض النادرة مقارنة بكورونا الكلاسيكي الذي شهدناه في الموجة الأولى والثانية. وحذر نقيب ممارسي الصحة العمومية من تكرار السيناريو التونسي في الجزائر في حالة عدم اتخاذ إجراءات ردعية وصارمة للحد من استهتار وتهاون المواطنين، وانتقد في هذا السياق بشدة إعلان وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمن بن بوزيد عن عدم تطبيق الحجر الصحي . وقال الياس مرابط إن "الوضع الحالي يتطلب حجرًا صحيًا شاملاً على الولايات الموبوءة لمدة أسبوعين كاملين". وقال وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد، أمس، خلال استضافته في اليوم المفتوح الذي خصصهُ التلفزيون الجزائري، إن الأمر المُقلق حاليًا من نُقص الأكسجين في المستشفيات وليس غياب الأسرة، لأن كل شخص موجود بالمستشفى هُو بحاجة ماسة إلى أكسجين خاصة إذا كانت نسبة الأكسجين في الجسم أقل من 88 بالمائة. وذكر المتحدث، ان الأشخاص الذين يُعانون من نقص في الأكسجين هم فقط من يتم علاجهم داخل المُستشفيات بهدف تقديم الإسعافات الأولية لهم والأكسجين، مُضيفًا أن المصابين بأعراض عادية يوصف لهم دواء ويبقون في المنزل. وأشار في ذات السياق، إلى أن الأكسجين ليس من اختصاص الوزارة لأنه ينتجه منتجين ونقوم باقتنائه، مُوضحًا أن هناك 5 آلاف مريض بالمستشفى كلهم بحاجة إلى الأكسجين، كاشفا أن هناك تخوف من نقص في هذه المادة الضرورية. وبخصوص الحجر الصحي، أوضح وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أنه لن يتم تطبيق الحجر الصحي مجددا، مشددا على ضرورة تلقي اللقاح المضاد للفيروس للحد من انتشار الوباء وارتفاع الإصابات. وأرجع الوزير عبد الرحمان بن بوزيد سبب ارتفاع عدد إصابات كورونا، الى انتشار سلالة دلتا في الجزائر والتي يمكن لحاملها نقل العدوى ل8 آخرين، عكس الموجة الأولى من الفيروس والتي يمكن لحاملها نقل العدوى ل 3 أشخاص، مُشددًا على ضرورة الامتثال لقواعد الوقاية من الوباء وكذا تلقي اللقاح الذي سيساهم بصفة كبيرة في القضاء عليه. وفي حالة تفاقم الإصابات، كشف الوزير أنه سيتم الاستعانة في حالة الضرورة، بالفنادق والبواخر والمستشفيات المتواجدة خارج المدن بولايات تيبازة والبليدة والمدية، وكذا مستشفيات أخرى مجهزة من قبل الجيش الوطني الشعبي، منها فندق كبير مجهز بالأكسجين، وكذا 100 سرير وفرتها السلطة المُستقلة لتنظيم الانتخابات.