قالت القوات التابعة للمجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا امس الأحد إنها سيطرت على الجامعة ومركز المؤتمرات في مدينة سرت مسقط رأس الزعيم المخلوع معمر القذافي لكنها أرجأت هجوما على الساحة الرئيسية لإتاحة الفرصة للمدنيين للفرار.ومن شأن السيطرة على سرت تقريب المجلس الوطني الانتقالي من السيطرة على كافة أجزاء البلاد بعد نحو شهرين من السيطرة على العاصمة طرابلس لكن القناصة التابعين للقذافي يتمسكون بمواقعهم.وقال محمود بايو وهو قائد لإحدى فصائل المقاتلين إلى الجنوب من سرت "احرزنا تقدما طيبا... دخلنا مركز واجادوجو.. هناك قتال يدور لكنه تحت سيطرتنا."وأضاف أن قوات المجلس الوطني الانتقالي وصلت أيضا إلى الساحة الرئيسية في سرت لكن لم يتسن بعد لها التقدم نظرا لانتظارها خروج المدنيين من المنطقة. وقالت القوات التابعة للمجلس الوطني الانتقالي إن هدفا بارزا آخر في سرت وهو الجامعة تمت السيطرة عليه الليلة الماضية لكنها تعرضت لنيران مكثفة هناك صباح اليوم وتراجع بعضها.وقال مقاتل انسحب من موقعه "الليلة الماضية كنا نائمين داخل الجامعة وتعرضنا صباح امس لضربات عشوائية هناك... لدينا شهداء بالداخل ونحاول إخراجهم."وكانت هناك جثتا مقاتلين في مستشفى ميداني مجاور نسف وجه أحدهما. وقال زملاء لهما إنهما أصيبا من طلقات مدفع مضاد للطائرات لدى محاولتهما إجلاء مرضى من مستشفى في الجبهة. ومن ناحية أخرى قال شاهد من رويترز إن قوات الحكومة الليبية المؤقتة سيطرت على المستشفى الرئيسي في مدينة سرت امس والقت القبض على أكثر من عشرة مقاتلين موالين للزعيم المخلوع معمر القذافي الذين استخدموا المباني لاطلاق قذائف مورتر وقذائف صاروخية.وقال صلاح مصطفى أحد قادة قوات الحكومة "نحاول إجلاء المرضى والمصابين... معظم كتائب القذافي فرت وبعضها تنكر في زي أطباء. علينا التحقيق."وانتظرت صفوف من الشاحنات المحملة بالاسلحة الثقيلة التحرك لمهاجمة قناص كان السبب في تعطيل زحفها. وأدى استمرار المعركة للسيطرة على سرت وعدد محدود من المعاقل الاخرى التي ما زال يسيطر عليها الموالون للقذافي إلى تشتت اهتمام المجلس الوطني الانتقالي في جهوده الرامية إلى تشكيل حكومة فعالة واستئناف إنتاج النفط.ولسرت أهمية رمزية نظرا لتحويل القذافي لها من قرية للصيد إلى عاصمة ثانية. فقد أقام منازل وفنادق فاخرة وقاعات للمؤتمرات لاستضافة القمم الدولية التي كان يحب عقدها هناك.لكن السيطرة على سرت تحمل مخاطرة للحكام الجدد في ليبيا إذ إن امتداد المعركة لفترة طويلة مع سقوط عدد كبير من القتلى المدنيين سيذكي العداء الذي سيصعب على المجلس الوطني الانتقالي توحيد البلاد بمجرد انتهاء القتال. وفر آلاف المدنيين من سرت مع اشتداد القتال وتحدثوا عن ظروف بائسة لمن هم ما زالوا داخل المدينة.وليست هناك كهرباء في حين ان مياه الشرب والمواد الغذائية بدأت تنفد وتحدث الناس عن انتشار رائحة الجثث المتحللة في مستشفى المدينة.