كان ركح المركز الثقافي لمدينة مغنية، في خامس يوم من فعاليات "أيام مسرح الجنوب" في طبعتها الرابعة و منظمة استثناء هذه السنة في تلمسان ، من نصيب الجمعية الثقافية للفنون الدرامية لولاية أدرار، حيث قدمت مسرحيتها تحمل عنوان "جلالة المتخم الثاني''، من تأليف ينية عبد الكريم، و من إخراج بسودة بشير. و قد حاولت الفرقة طيلة ساعة من الزمن، محاكاة معاناة الشعوب العربية أمام ضغط الحكام و السلاطين و ملوك على شعوبهم، كما حاول عبد الكريم بنية تمرير العديد من الرسائل لإبراز تلك الضغوطات الممارسة لقهر الشعوب و إسكات صوت الحق. اعتمدت المسرحية على أربعة شخصيات أساسية هي ''السلطان'' و قد جسد الدور الممثل بسودة بشير، 'الوزير'' وقد أدى الدور عبد الواحد عبد الغني، و''مساعد الوزير '' قام بالدور بريكة حمد، هذا إلى جانب "العربي" وهو شاعر من إمارة، أدى الدور " بن علي ميلود"، إشتركو في تقديم هذا العمل الذي حاول كذلك كاتبه إظهار هموم واقعنا العربي ، و المعاناة اليومية التي يعيشها الفرد في ظل النظام الفاسد. أحداث المسرحية دارت في إمارة معزولة يحكمها سلطان أكلته التخمة فنسى إمارته، الذي فيما بعد تكالب عليها الأجانب في وقت الذي كان فيها السلطان مشغول بالتحقيق مع شاعر إتهامه رفقة وزيره بتحويل قافلة الكوكا كولا و المايوناز، نحو إحدى القرى المقطوعة· هذا وقد جمع هؤلاء ديكور ثابت لم يتغير طيلة مدة العرض، أريكة السلطان و كرسيين واحد للوزير وأخر للمساعد أمامهما طاولة بها سلة فواكه من مختلف الأصناف والأنواع بالإضافة إلى المشروبات ،في هذا الجو السهر والخمر يستدعى العربي وهو الشاعر المتهم بتحويل قافلة كوكا كولا والمايونز، إلا أنه في حقيقة الأمر أتهما لأنه كان يحاول من خلال أشعار دعوة المجتمع إلى التفطن لما يحدث في الإمارة و قد اعتبره السلطان معادي للسلام ، و قد رفق العرض مقاطع غنائية أداها الممثلين إلى جانب مقاطع موسيقية، هذا وقد جاء العرض باللغة الدارجة. للإشارة و في إطار نفس التظاهرة قدمت جمعية الثقافة للفنون الدرامية لولاية تمنراست، يوم السبت الماضي مسرحية " الحطام"، و التي نجحت في أداءها، حيث تمكنت وطيلة ساعة وريع من زمن شد جمهور قاعة المركز التي كانت ممتلاءة على آخرها، وعن المسرحية فهي تعالج تصارع الشخصيات بحثا عن مكان جديد يعيد النظام لحياتهم، ويخلصهم من خراب التغيرات العالمية السريعة. و الجدير بالذكر أن مسرحية الحطام هي عمل مقتبس من نص للكاتب العراقي عبد الأمير شمخي، الذي كتبه ليترجم الأوضاع السائدة في بلده . أما عشية يوم الأحد فقد كان الجمهور على موعد مع فرقة "جمعية أفاق الجزائر الثقافية"، من الأغواط حيث قدمت مسرحية "شظايا"، من تأليف وإخراج هارون الكلاني، و هي المسرحية التي وجه لها الكثير من النقد منذ بداية هذه الأيام، حيث إتهموا الكلاني أنه استعانة بمشاهد بها إيحاءات جنسية، هذا وقد كان المخرج قبل بداية العرض منع الأطفال دخول القاعة، و هذا ما يؤكد النقد الموجه له. و عن المسرحية فهي نوع من الحديث تلتقي في أجساد ممثلين قادمين من أماكن مختلفة منها من لا نعرفه، و منها ما نجهله تماما، كما أن الأماكن تشبه أجسادهم هي أيضا تتأوه و تتلوى و تبتسم عند الحاجة، فشظايا هي مكان تعرف فيه الممثلون الشبان عن الجسد، و فيزياءه في المسرح. أما اليوم فالموعد مع تعاونية الملقا من تندوف ، و ستقدم عرض يحمل عنوان " ابن الرومي في مدن الصفيح"، من تأليف عبد الكريم برشيد، ومن إخراج بومدين بلا، وهذه العمل يحكي الصراعات الموجودة بين الخير و الشر، و بين الماضي و الحاضر . نسرين أحمد زواوي