أعرب القاطنون بالأحياء القصديرية بحي عين المالحة بعين النعجة للجزائر الجديدة، عن سخطهم واستيائهم من الحالة الكارثية التي يعيشونها، حيث أكدوا لنا أنهم قاموا برفع انشغالاتهم عدة مرات لرئيس البلدية للنظر في مشاكلهم، كما أبدى البعض منهم تخوفهم من عملية الترحيل التي مسّت بالدرجة الأولى العائلات التي استفادت من سكنات اجتماعية لا تتعلّق بعمليات ترحيل عدد كبير من الأحياء الفوضوية، العملية ستنطلق خلال شهر جانفي حسب ما أكده مصدر موثوق. وهذه تعتبر أولى عمليات الترحيل خلال السنة الجديدة، وتحضّر ولاية الجزائر لهذه العملية في سرية تامة مع المصالح الأمنية بسبب موجات العنف التي صاحبت العمليات الكبرى السابقة. ستمس هذه العملية عدة بلديات على غرار الحراش، بوروبة، درقانة، عين البنيان، برج البحري، المدنية وبعض بلديات وسط العاصمة، وتضم حوالي 500 عائلة لصالح ضحايا زلزال 2003. وحسب ما أدلى به بعض المتضررين، فإن حالة الحي في وضعية كارثية جراء غياب أدنى الشروط الضرورية للعيش الكريم، على رأسها انعدام المياه الصالحة للشرب من الحنفيات خلال معظم أيام الأسبوع، كما ترتب عن إهمال عمال النظافة لواجبهم تراكم النفايات في الأحياء، بالإضافة إلى اهتراء شبكات الصرف الصحي وتجمع مياه الأمطار التي حوّلته إلى برك عائمة. كما أن مشكل غياب الإنارة العمومية سهّل على المنحرفين ارتكاب جرائمهم كالاعتداءات والسرقات، أما الطرقات فهي في حالة يرثى لها وتفتقد لأدنى شروط التهيئة، لم تشهد أي عملية تزفيت منذ وقت طويل، فجلها مملوءة بالحفر المغطاة بمياه الأمطار، مما يجعل السائقين المستعملين لتلك الطرقات يقعون فيها دائما، وما زاد من استيائهم كثرة الممهلات الموضوعة بدون المواصفات المتفق عليها ما يؤثر سلبا على العربات المارة، كما تنعدم فيها إشارات المرور والتي قد تترتب عنها حوادث خطيرة. وفي هذا الصدد، رفع سكان الحي القصديري السالف الذكر مطالبهم إلى السلطات المحلية من أجل إدراجهم في عملية الترحيل التي ستمس العاصمة في الأيام القليلة القادمة، وترحيلهم إلى بيوت أخرى لائقة تتوفر فيها ضروريات الحياة.