لا تزال شكاوى سكان ذراع السوطة الواقعة ببلدية برج الكيفان شرق العاصمة مستمرة بخصوص بعض المعضلات التي أرّقت يومياهم وجعلتهم يدورون في دوامة من التخلف، سيما وأنها تمس الضروريات على حد تعبيرهم للجزائر الجديدة، حيث وعلى الرغم من النداءات التي رفعوها على مسامع السلطات المحلية، إلا أن الحال لا يزال على حاله ما جعلهم يدقون ناقوس الخطر، خصوصا وأن وضعيتهم الاجتماعية تدهورت في السنوات الأخيرة أي بعد عملية الترحيل التي مسّتهم نحو هذا الحي بعدما أقاموا في بلدية القصبة. وقد اختصروا مشاكلهم في وضعية قنوات الصرف التي أصبحت بعيدة عن المقاييس المعمول بها، بسبب عدم تجديدها وتطهيرها، مما حوّل الأرضية إلى مجمع مائي تترسب فيه المياه المتجمعة مسببة إزعاجا كبيرا على السكان عامة والمارين على وجه الخصوص، الذين أبدوا استياء شديدا في ظل الوضع الراهن، مُطالبين بالتدخل السريع من خلال إعادة فتح المجاري المائية وتنقيتها من جديد حتى لا يبقى الماء يتصاعد إلى السطح مع التركيز على إعادة تنظيفها خشية من اختلاط المياه العكرة بالمياه الصالحة للشرب. وقد كان السكان قد أشاروا إلى تأثيرها على وجه الحي وديكوره الذي أضحى يشبه المجمعات القصديرية، على الرغم من حداثته كون المقيمين فيه سكنوا منذ أواخر التسعينيات، وهو الوضع الذي تأسف عليه غالبيتهم . وما زاد الطين بلة، وضعية المسالك التي يتخذونها كطريق للمرور منها، إذ تحوّلت مع مرور الأيام إلى كارثة بسبب انتشار الحفر واهترائها أرّقت المقيمين بها بقدر ما أرّقت أصحاب السيارات الذي صاروا يتجاوزونها بسبب تأثيرها على هذه الأخيرة وما تسبّبه من أعطاب، ضف إلى الأطفال الذين أصبحوا معرضين للسقوط بين كل لحظة وأخرى نتيجة اللعب بالقرب منها والمرور عليها، وبحكم أنهم صغار فهم غير واعين بالمخاطر التي قد تنجم عن مثل هذه الوضعية التي تستدعي إعادة النظر فيها، خصوصا وأنها لم تشهد عملية تزفيت منذ إقامتهم في تلك المساكن، كما لم تمسها أي عملية ترميم وتجديد مما زاد تأكلها مع مرور السنين لتزيد من معاناة السكان بعد مشكل قنوات الصرف الصحي التي ساهمت في تدهور الأوضاع كونها تقع على الأرضية. السكان لم يتطرّقوا كثيرا خلال حديثهم عما يمرون به طوال العام، بل ركزوا على فصل الصيف وما كانوا يمرون به في السنوات الماضية، حيث يشير أحد المقيمين هناك أنهم في كل مرة يضطرون إلى غلق النوافذ بسبب تطاير الغبار لتزيد بذلك الحرارة وتزيد معها الأمراض على غرار الربو وارتفاع الضغط الدموي. ولعل أهم مطلب يُناشد به السكان، هو تعزيز حيهم بسوق جواري ينسيهم عذاب التنقل إلى المناطق المجاورة من أجل التبضع وحمل أكياسهم من على كيلومترات للوصول إلى مكان إقامتهم، حيث ذكر بخصوصه المعنيون، أنهم يضطرون إلى اقتناء مستلزماتهم من أسواق أخرى أو في الشوارع على الرغم من ارتفاع أسعارها. إيمان. ق