وتبين خلال المعاينة الميدانية أن السكنات الفوضوية تنعدم بها قنوت الصرف الصحي فالمياه القذرة منتشرة في كل أرجاء المكان مسببة روائح كريهة تسد النفس ناهيك عن الحشرات التي وجدت المحيط الملائم لتكاثرها، هذا ما جعل السكان يتدبرون أمورهم بحفر مطامير تقليدية للتخلص من المياه القذرة لكنها مع الأسف أثبتت أنها طريقة لا تنفع بسبب تسربها وتدفقها على سطح المحيط وعند مداخل السكنات، مشكلة بركا من المياه المتعفنة والملوثة والتي تنتج عنها إصابة العديد من السكان بأمراض جلدية وخطيرة هذا ما يتجلى واضحا في وجوه القاطنين الذين يبدوا على ملامحهم الإرهاق والتعب، وفي هذا سياق صرّح لنا أحد القاطنين أن جميع أبنائه مصابين بأمراض الحساسية والربو نتيجة انعدام النظافة وتعفن المحيط، مما أدى إلى اثقال كاهله بشراء الأدوية شهريا وكذا التنقل عند الأطباء، وأينما وجه المرء بصره إلا واصطدم بأكوام النفايات والإفرازات، إذ ترمي العائلات مخلفاتها بشكل عشوائي لتحاصر المنازل من كل جهة مما أصبح ينبئ بحدوث كارثة صحية وبيئية، كما باتت الجرذان تقاسمهم بيوتهم، وغرفهم وتنغص صفو حياتهم، ومن جهتهم الأطفال ذكروا لنا أنهم تعوّدوا على هذا الوضع المزري وأنهم مضطرون للعب بمحيط ملوث، في ظل افتقارهم للمساحات الخضراء والمرافق الترفيهية، ومما زاد من معاناة السكان هو اهتراء شبكة الطرقات التي تشهد حالة كارثية خاصة عند تساقط الأمطار أين تتحول جل المسالك إلى برك من الأوحال يصعب التنقل عبرها، ونفس الشيء بالنسبة لفصل الصيف أين يصبح الغبار المتطاير يطبع المكان وفي ظل هذه الوضع يضطر القاطنون لارتداء أحذية بلاستيكية لتنقل.