بلدية أهل القصر إحدى بلديات ال 45 بلدية التابعة لولاية البويرة التي تقع جنوب شرق مقر الولاية، مقابلة أعالي جرجرة الناصعة ببياض الثلج. أهل القصر رغم عزلتها إلا أنها تحتل موقعا ممتازا، مقابلة مناطق عدة من كل الجهات منها عاصمة الولاية، مما خولها من المناطق السياحية في الولاية، إلا أنها تعاني العزلة التي تخنق أبنائها الغارقين في مختلف المشاكل كالشغل والسكن، نظرا لكونها تسجل نقصا في المشاريع التنموية والخدمات الاجتماعية، هذا لا يمنع البلدية من البحث عن مصادر التمويل خاصة منها المشاريع السكنية والفلاحية لتوفير فرص عمل للشباب البطال. الفلاحة المورد الأساسي لهذه البلدية، إذ يعتبر الزيتون أهم إنتاجها وتقدر عدد الأشجار حوالي 13 ألف شجرة، إضافة إلى الحبوب التي تقدر مسحاتها الزراعية حوالي 30 بالمائة من مساحتها الإجمالية، هذا ما يساهم في نقص البطالة التي يعانيها شباب البلدية، استفادت هذه الأخيرة في الآونة الأخيرة من مشاريع ضخمة منها ما أنجز والأخرى في طور الإنجاز، أهمها شركتان خاصة، الأولى جزائرية والأخرى مع شريك فرنسي. بغرض تسليط الضوء على واقع البلدية ومشاريعها والمشاكل التي يعاني منها سكان أهل القصر، تنقلنا إلى عين المكان للإطلاع عن كثب عن المشاكل. البطالة مشكل حقيقي يشكو شباب أهل القصر بسب البطالة التي تحاصرهم من كل الجهات التي يتجهون إليها والتي أرجعها الشباب إلى غياب فرص عمل حقيقية ودائمة، وهو المشكل الذي يعاني منه معظم الشباب الجزائري حيث طال الجميع من جامعيين، وخرجي المعاهد ومراكز التكوين المهني وغيرهم مما أدى بهذه الفئة الشبانية التوجه لتفريغ طاقاتهم في المقاهي وملئ الساحة العمومية الوحيدة في المنطقة، حيث التقينا ببعض الشباب البطال الذين عبروا عن استيائهم لحالتهم، مطالبين السلطات المسؤولة في البلدية وحتى الولاية لتحقيق المطلب الوحيد، وهو منصب شغل دائم، خاصة الجامعيين الذين يضطرون إلى الذهاب إلى الولايات الأخرى خاصة العاصمة للبحث عن أي عمل كان.الخدمات ناقصة وفوضى عارمة عندما تتجه إلى المركز البريدي ومصالح الحالة المدنية لبلدية أهل القصر، كأنك تتجه إلى بعض الأسواق الأسبوعية التي تقام في المنطقة، حيث يواجه سكان أهل القصر حالة من الاكتظاظ والفوضى على مستوى مركز البريد الوحيد المتواجد في البلدية، الذي لم يعد يلبي متطلبات المواطنين، لا سيما الازدحام الخانق نتيجة ضيق المكان الذي لم يتسع حجمه، الأمر الذي أثار استياء المواطنين الذين إلتقينا بهم، والذين عبروا لنا عن استيائهم الشديد من وضعية المركز باعتبار معظم سكان البلدية يتوجهون إليه، ناهيك عن المناوشات الكلامية التي تحدث بين المواطنين والموظفين وبين المواطنين، خاصة بعد نهاية السيولة المالية في المركز. كما لا ننسى أيضا طوابير مصالح الحالة المدنية في مقر البلدية، التي يعيش فيها القاصدين إليها نفس الفوضى والاكتظاظ الذي يعيشه في المركز البريدي، ناهيك عن مشاكل الشهادات التي تكاد تنعدم حسب المتوجهين إليها حيث عبروا عن شديد غضبهم لهذا المشكل خاصة المطالبين بشهادة ميلاد رقم 12 المطلوبة أكثر على مستوى المكاتب لا سيما الموظفين الذين يعيشون الضغط جراء الفوضى والاكتظاظ مما يتسبب في بعض المناوشات والمشادات الكلامية بين الموظفين والمواطنين، هذا المشكل قائم والحل يبقى مجهولا. مشاريع هامة ومعاناة مستمرة يعاني سكان قرية "فر منازل" القريبة من المشروعين التنمويين جملة من المشاكل جراء هذه المشاريع المتمثلة في محجرة الأولى لشركة جزائرية وأخرى لشريك فرنسي، من بين المشاكل التي يعاينها يوميا الأهالي الغبار المتصاعد الذي يتسبب في تلويث البيئة للقرية خاصة الأهالي القاطنين بين الشركتين لا سيما تلويث منتوجاتهم الزراعية باعتبار المنطقة زراعية ويسبب أيضا بعض الأمراض التنفسية خاصة الربو لدى الأطفال والمسنين، حيث عبروا عن استيائهم وتخوفهم جراء الانفجارات التي تحدثها الشركتين، مما تسببت في بعض التصدعات في منازلهم القريبة للشركة حسب القاطنين فيها، ناهيك عن مشاكل أخرى يعانيها معظم أهالي وقرى بلدية أهل القصر، كغياب الإنارة العمومية مما يجعل الحركة تكاد تنعدم في أغلب قرى البلدية بمجرد أن يسدل الليل ستاره، فضلا عن انتشار بعض الظواهر، كالسطو والسرقة التي أصبحت ظاهرة في مجتمعنا الجزائري، في السياق نفسه يعاني أغلب أهالي البلدية عن نقص في قارورات غاز البوتان لا سيما خلال فصل الشتاء مما يضطر المواطن الاتجاه إلى جمع الحطب من الغابات القريبة إليهم، خاصة بعد تأخر البلدية في تزويد وإنجاز حوالي 80 بالمائة من البلدية بغاز المدينة الذي استفادت منه قبل عامين، وفي سياق آخر تحدث السكان عن مشكل الطرقات لاسيما في فصل الشتاء، أين يتحول الطريق إلى برك مائية وأوحال خاصة، وسط المدينة وانقطاع الطريق في بعض الأحيان.البلدية لها مستقبل واعد رغم الأوضاع والمشاكل التي يعانيها الفرد والأهل القصراوي إلا أن البلدية تحاول تجسيد بعض المشاريع التنموية الهامة على أرض الواقع، حيث كشف رئيس المجلس الشعبي البلدي السيد "شعبي رابح" خلال الزيارة التي قمنا به إلى البلدية، فيما يخص أشغال تعبيد الطرقات البلدية أنها توشك على النهاية خاصة الطرق المؤدية إلى القرى المجاورة للبلدية أما الطرقات داخل المدينة ما زلت لم تنتهي الأشغال بها بسبب إعادة هيكلة شبكة تزويد المياه الصالحة للشرب، وعن قطاع التربية والتعليم كشف المتحدث أنه تم إنجاز مكتبة البلدية وتم تدشينها من طرف والي ولاية البويرة مؤخرا بالإضافة إلى إكمالية ثانية على مستوى البلدية ومساكن وظيفية، تم تسليمها في السنة الفارطة حسب رئيس المجلس. أما في قطاع الشباب والرياضة استفادت البلدية على ملعب بلدي وبعض الملاعب الجوارية، تم إنجاز البعض منها في بعض أحياء البلدية، أما الملعب جاء جراء تحويل الملعب القديم من وسط البلدية إلى خارجها لكن لم تبدأ الأشغال فيه بعد، فيما يخص قطاع الصحة والإسكان استفادت البلدية من مركز صحي جواري جديد لم يتم إنجازه بعد، كما استفادت مؤخرا من السكنات التساهمية على 70 مسكن تساهمي في وسط المدينة بلغ إنجازه حوالي 60 بالمائة بالإضافة إلى 50 مسكن في طور الإنجاز، كما استفادت من 150 مسكن ريفي تساهمي سيتم توزيعهم على المواطنين مستقبلا حسب ذات المتحدث. وعن غاز المدينة استفادت البلدية على هذه الشبكة حوالي 80 بالمائة أي ما يعادل مسافة 4 كيلومتر حسب المتحدث، وتم التفاوض الآن مع الولاية وسونلغاز لاستكمال 20 بالمائة الباقية من المناطق الغير المستفيدة من هذه الشبكة، كما استفادت أيضا من شبكة المياه الصالحة للشرب، حيث تم إنجاز 70 بالمائة من الشبكة على مستوى المناطق والقرى المجاورة للبلدية، وعن مشروع المائة محل تجاري لكل بلدية فقد وصلت نسبة الأشغال 90 بالمائة في هذا المشروع. أما فيما يخص المشاريع المستقبلية فقد كشف ذات المتحدث عن إنجاز محجرة جديدة مستقبلا على غرار المحجرتين المذكورتين سلفا في جبل "إشقر" سيتم تحويله إلى مركب للإسمنت إذا صلحت نوعية الحجر.