الدكتور أمين الزاوي ما زال يتعامل في كتابة رواياته مع لغة تراثية عبقة- حيث يحفر مكانتها المجلجل بالرمزية، وسر اللغة التي لايفقه سرها سواه، حينما يحكي عن العذراء وعن عطر النساء ،تلمسان والأجداد، إنها لغة صوفية يصنع جماليتهاويحيك سردها وحواراتها وشخصياتها التي يجعلها نابضة خلاقة متطلعة في مدى افقه الرحب المتسع وفي سماءه التي ارتقى سلاليمها وكتب بإغواء في تدرجات من الحكي، سماء الإبداع التي كانت ثامنة، سماء الفكر والنخوبية إشارة إلى رواية السماء الثامنة ويحاول أن يكتب تجاربه بكل صدق ودونما مواربات ولا خيار له سوى خيار سلطة النص، يكتبه على ما نشهد من غبش نصوص منهكة، في الجهة المقابلة تصنع ولائمها بازدراء ولا تستطيع فهم كله بعض من هؤلاء الذين يحسبون أنهم يكتبون ومع ذلك لا يكتبون شيئا إن عالم الزاوي مرتقية في فضاءاتها ورؤاها لأنه يحول هذا الزخم التراثي إلى حكي نابض إضافة أن الرجل أكاديمي مشتغلا على النقد متوزعا بين الجامعة والصحف والإذاعة ومع ذلك كتب عن ولائم الأكاذيب وصراع النخب السياسية الضحلة المتآكلة بلغة جمالية كأنها لوحات متأنقة يضفي عليها الرواتب ألوان من النشوين والمتعة في مسألة حميمية للجسد الباهر، إن قصص الدكتور الأولى كانت باهرة صادمة لما تحتمله من تكسير بطالو المحرم والمقدس وقد شكلت إرباك بما نشرت قصصه آنذاك بجريدة الجمهورية، إلا أن انتصرت الكتابة التي لا تحترف بأفضيلة وحدها في تشكيل أوعي بل هي هتك لايقيونة اللغة، وأن الحكايا ما أن تنتهي حتى تبتدئ ومن ثمة تتفرع السردية، حتى أن الروائي يأخذنا لأي عوالمه الفاضلة إلى المنابع الإنسانية ، إلى أصواتها الهادرة إلى همس الجسد إلى صهيل الممرات إلى فراش العذراء المدنس " إشارة إلى روايته الأخيرة، إلى هامش المتكرر الذي يصير فضاءات أنثوية يكتب لها في عنفوات إن الزاوي ؟؟؟ يفكك الأسئلة البغيضة والفاحشة والمقدسة ولا يهدا له حتى يبسط لنا الواقع وذلك بفضح مراياه وجنونه وتطرقهن يمضي متألقا في أي طابوا متجاوزالرقابة المجحفة التي تحد مقدرة روائيينا وملكاتهم الإبداعية، كما أن الروائي يجعل لشخصياته فضاءا يحركون فيه عوالمهم السردية في زخم التراث، حيث ينقل الأزمنة الغابرة الهاربة من الذاكرة العربية، بديكوراتها ولغتها وإشعاراها وقيمها وقبائها وفضاءاتها الحميمية الدافئة وكانت الأندلس النموذج الأمثل وكذا ينحوا إلى التاريخ الإنساني يزحزح مجرى أصنامه المتالهة واقصد القراءات الأسطورية ويتم كل ذلك في لغة جمالية ساحرة كما عهدنا بها الروائي يجيب قارئه فحوى ما يكتب انه يلطخ لنا صفحات أخرى من الماضي المتمثلة في تجارب الكتابة التي ما تكون سوى تجربة جديدة