يشهد حي ساحة الشهداء اكتضاضا كبيرا حيث لم تكفها و رشات أشغال" الميترو" و البحث عن الآثار التي لم تبق للمارة سوى معبر ضيقا يمرون منه وذلك بعد تسييج جل مساحة الساحة ،حتى ذهب به الباعة العشوائيون ليحولوها إلى ًسوق دلالةً ًتباع فيه الخردة. و يضطر سكان المنطقة بسبب السياج الذي وضعته الشركة المكلفة بأعمال الميترو و الذي يمتد من الجهة الخلفية لنهج أول نوفمبر إلى نهاية الساحة لقطع كل هذه المسافة للإنتقال إلى الجهة المقابلة أين توجد أسواق الخضر و الفواكه والقصابين والمخابز ليقتنوا حاجاتهم اليومية. هذا ،و ما زاد الخناق على هذه الساحة ،فوضى وسائل النقل فبين حافلات النقل العمومية الكبيرة الحجم و الحافلات الخاصة من جهة أخرى و التي تدهورت حالة الكثير منها و وجب تغييرها ، فالدخان الأسود الذي يطرح من محركاتها ، و البنزين المتسرب منها يلطخ الطرقات ويتسبب في انزلاق الكثير من السيارات في الأيام الممطرة . و كثيرا ما يغير أصحاب هذه الحافلات محطاتهم فتارة تكون مقابلة للساحة و تارة يجعلونه مقابل المسجد الكبير ...بغض النظر عن سيارات الأجرة التي يبقى سائقوها في حيرة من أمرهم ،فهم لا يعلمون حتى الآن إن كان ركن سياراتهم في ذات المكان أمرا مسموحا به قانونيا أم لا ، فشرطيو المرور يسمحون لهم يسمحون لهم بذلك تارة ويؤاخذونهم عليه تارة أخرى ، و لا تستريح ساحة الشهداء ليلا ،فحين ينتهي وقت الحافلات و سيارات الأجرةً، لتحل مكانهم سيارات الأجرة غير القانونية. طاولات الباعة تغزو الطرقات استولت طاولات الباعة العشوائيون على كل أرصفة ساحة الشهداء و الشوارع المجاورة لها كزوج عيون و شارع باب عزون شارع بوزرينة ، شالين بذلك في كثير من الأحيان طريق المواطنين.و لقد أجاب هؤلاء الباعة حين سألناهم عن سبب ذلك أن غلاء المعيشة و الظروف الإجتماعية الصعبة اضطرتهم إلى العمل في الشارع و أن حتى السوقين الذان أنجزتهما الدولة لفائدة الشباب البطال صارت محلاتهما تباع و تؤجر غير قانونيا و بأثمان جد باهظة . ويعاني المواطنون مشاكل أخلاقية من بعض هؤلاء الباعة الذين يعاكسون البنات ويجهرون بألفاظ و أعمال فاحشة أمام مرأى و مسمع الجميع. متشردون يستولون على الساحة: أصبحت ساحة الشهداء ملجأ للمتشردين الآتين من مختلف ولايات ، و الذين علقوا آمالهم في حياة أفضل على الجزائر العاصمة.فتيات لم يتجاوزن العشرين سنة،يحملن في أيديهن أطفالا رضعا صعبوا عليهن مهمة العيش، عائلات بأكملها اتخذت من أرصفة الساحة و حدائقها بيتا لها تنام على حشيشه و تغسل ملابسها البالية بمياه نافوراتها بل و تستحم فيها ،دون أن تهتم السلطات المعنية بالقضاء على هذه الظاهرة .