لا أحد ينكر أن قواعد اللعبة لا تكون شفافة وواضحة الا في مثل مستطيلك الأخضر، وما عدا ذلك كله مكاييل متعددة وكله لعب من مطاط، حتى ولو كان الميدان هو الأممالمتحدة ذاتها، ففيها ترتكب المظالم وتنتهك الحقوق، ولا مجال فيها للروح الرياضية، التي كرستها للعالم سواء كنت فائزا أو منهزما، فعندما تنتهي المواجهة ينتهي عندك كل شيئ، الا الروح الروح الرياضية بنشوة انتصارها وخيبة هزيمتها، وهي القيمة النادرة التي قلما وجدناها حتى لدى زملاء كثر لك. صنعت الأفراح والأمجاد لفريقك ولمحبيك يا " بيب "، ولما أحسست أن ملكة العطاء عندك قد اختلت، اخترت الانسحاب تاركا المجال لغيرك، وهي قيمة كم نحن في حاجة اليها، فأنت أردت القول " لو دامت لغيرك ما وصلت اليك "، ولم تختر العناد أو سياسة " ركوب الرأس "، التي نفلح فيها نحن كثيرا، وكم من قائل عندنا " أنا أو تخرب الدنيا "، ففي لحظة حساب وضعت الانجازات جانبا، وفضلت ترك الفريق، لأنك آمنت بأنه يمكن أن يكون هناك من قد يعطي أكثر منك، فيا ليتنا نعتبر منك وننهي مأساة " أنا كل شيئ لأنني حققت شيئ.. فبعدي سيأتيكم الجحيم ". شكرا يا غوارديولا لأنك مسحت عنا غشاوة العولمة المتوحشة بمطامعها ومصالحها، بعولمة تحقيق المتعة والفرجة للإنسانية جمعاء، وحولت " البارسا " الى قبلة للملايين.