يعيش شباب بلدية الأخضرية في الفترة الأخيرة فقرا كبيرا في المرافق الترفيهية والوسائل التي بإمكانها أن تروح على شباب المدينة ، وتمكنهم من الاستمتاع بالحياة كباقي شباب المدن الأخرى ، أو حتى ممارسة هواياتهم المختلفة ،فالمرافق الترفيهية القليلة المتواجدة بالمدينة أغلبها لا تتوفر على الوسائل والتجهيزات التي تمكن من ممارسة أي نشاط ثقافي أو مختلف النشاطات الفكرية وحتى الرياضية ، وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه أبناء المدينة أن تتدعم تلك المرافق القليلة بمرافق أخرى حدث العكس حيث ان العديد من المرافق تم إزالتها من الخدمة وتحويلها إلى نشاطات أخرى ، فيما تم احتكار مرافق جديد لفئة معينة وبعناوين معينة كما يحدث في أماكن كان الهدف من انجازها فسح المجال أمام الشباب دون تمييز . المركز الثقافي البلدي "عنوان للنسيان"
وان كانت بلدية الأخضرية تزخر بالعديد من الشباب الموهوبين في العديد من النشاطات الثقافية والأدبية ويمثلون ولاية البويرة أحسن تمثيل ، إلا أن ذالك لم يشفع لهم أمام التناسي الذي يلاقونه من طرف مختلف المديريات المشرفة على قطاعي الشباب والثقافة تحديدا ، وهو ما يتضح جليا من خلال الفقر الكبير الذي تعاني منه المؤسسات الثقافية والشبانية في العتاد والوسائل البيداغوجية لتمكين الشباب من مواصلة النشاط وإبراز المواهب المتميزة وكم هي كثيرة ، وان كان المركز الثقافي البلدي الوحيد على مستوى البلدية التي يقطنها أزيد من 68 ألف نسمة والذي يرتاده العديد من الشباب بحثا عن نشاطات لممارستها فان المركزالثقافي يفتقر إلى أدنى الأمور البسيطة التي تشجع على ممارسة النشاط الثقافي ، وهو ما يلاحظ من خلال غياب كلي للوسائل الموسيقية وعتاد المسرح ، ومختلف الوسائل البسيطة الأخرى وهو ما حتم على الشباب استعمال وسائلهم الخاصة من اجل مواصلة النشاط ، هذا في الوقت الذي تستفيد فيه العديد من المراكز الأخرى بولاية البويرة من امتيازات لا غبار عليها ، ويرى الناشطون في الحقل الثقافي بالأخضرية انه بالرغم من النقص الفادح في العتاد والوسائل فان المركز الثقافي يحتل دائما المراتب الأولى والناشطون فيه هم من يتصدر الطليعة في مختلف النشاطات والتظاهرات سواء المحلية أو الجهوية وحتى الوطنية .
غلق دار الشباب سد الطريق في وجه الإبداع
وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه شباب المدينة أن تساهم مديرية الشباب والرياضة في دفع النشاطات الثقافية بالمدينة وتوسيعها بفسح المجال أمام الشباب ، تفاجأ الجميع بغلق دار الشباب شايبي رابح التي كانت تجمع مختلف النشاطات ، من عشاق لعبة ، الشطرنج ، الرسم ، تنس الطاولة ، إعلام آلي ، المسرح ، والموسيقى الأندلسية بالإضافة إلى مختلف النشاطات الرياضية الأخرى ، كل هذه النشاطات أزيلت بجرة قلم حيث تم تحويل دار الشباب شايبي رابح بيت الشباب ، وبهذا الخطوة تم إبعاد كل الناشطين وإرسالهم إلى مختلف المقاهي عنوة ، ليجدوا أنفسهم في أماكن ليست أماكنهم ، وقد عبر لنا العديد من الشباب عن استيائهم لمثل هذه الاجراءات الارتجالية من طرف القائمين على القطاع الذي سلب منهم هواياتهم ووقف حجر العثرة في طريق إبداعاتهم ، دون أن يقدموا البديل لما اقترفوه في حق شريحة كبيرة من المجتمع الذي لا يزال الكثيرون منهم يطالبون بإعادة فتح دار الشباب أمامهم حتى يستفيدوا ويفيدوا مجتمعهم الذي شرفوه في الكثير من المحافل ، معتبرين أن دار الشباب مدرسة حقيقية تخرج منها العديد من النشطاء في الحقل الثقافي وكانت قبل غلقها الوجهة التي يقصدها المبدعون .
الشباب ينتظرون من يمد بيدهم وفقط
ليس من الصعب أن تجد موهوبا بالأخضرية كيف لا وهي مدينة الرسام محمد بوزيد ، ومسقط رأس عبد الرحمن الثعالبي ،وبلدة الشيخ الناظور وشلة كبيرة من المبدعين والمثقفين والصالحين ولكن الأصعب أن تجد من يحتوي شابا ويوجهه ويرعاه ، هذا ما قاله احد الشباب الذي اعتبر ان مدينته لا تزال تفتقر إلى العديد من الهياكل الترفيهية والوسائل التي تشجع على ممارسة النشاطات ، وان كان انجاز مركز التسلية العلمية والقاعة المتعددة النشاطات الجديدتين هما مكسب للمدينة فان هذا الأخير بقي من دون كهرباء لأزيد من أربعة أشهر مما جعله في منأى عن الناشطين ، بينما مركز التسلية العلمية لم يضعه مسيروه في خدمة الجميع وتم انتقاء الذين ينشطون فيه بالرغم أن تعليمات فوقية صدرت بعدم ممارسة بعض النشاطات وجعل المركز خاصا للنشاط الذي انشأ من اجله ، هذا ويتمنى أبناء الأخضرية أن تنظر السلطات المعنية وعلى رأسهم مديرية الثقافة ومديرية الشباب والرياضة إلى هذه المراكز الشبانية بعين العقل وتمنح لهم من التجهيزات التي بإمكانها أن تساهم بقسط كبير في تفعيل الحقل الثقافي بالبلدية وتمنح الفرص للشباب في الظهور وإبراز قدراتهم وكم هي كثيرة في مدينة يمتد تاريخها في أعماق التاريخ .