حذر الدكتور أحمد شيكو، المختص في علم البرودة والتجميد من الطرق المتعامل بها في الأسواق المحلية بخصوص توزيع المواد الإستهلاكية المجمدة، مؤكدا أن الجزائر لاتزال جد متأخرة في قطاع الصناعات الغذائية، بدليل استيراد مواد مجمدة من الأسواق الدولية دون التأكد من سلامة سلسلة التبريد المعتمدة، خاصة أن الجزائر تستورد أكثر من 30 بالمائة من الموارد المجمدة المسوقة بأسواقنا وأعطى مثال بالكميات التي يتم تسويقها من اللحوم البيضاء المجمدة خلال شهر رمضان الجاري والتي يتم تسويقها عبر سلسلة تبريد غير صحية وبعضها فاسدة ، وتجدر الإشارة إلى أن مجمع الدواجن للغرب قرر تسويق كميات كبيرة عبر 13ولاية من غرب وجنوب غرب البلاد والتي تخص حوالي 3 ألاف طن بالإتفاق مع مخازن العامة للتبريد (ماقموس) لتسويق اللحوم الحمراء المجمدة على شكل صفائح حيث حدد سعرها ب 500 دج للكيلوغرام الواحد سواء بالنسبة للحم الخروف أو البقر مع إمكانية أيضا تسويق الجلبان والبطاطس الجاهزة للطهي عبر نقاط البيع التابعة للمجمع و"ماقموس". كما إنتقد المختص في التبريد في هذا السياق الكميات الكبيرة من الأسماك المجمدة التي غزت الأسواق الجزائرية والمستوردة من الخارج.. في حين أننا بلد ساحلي غني بالثورة السمكية يمكن استغلالها في قيام صناعة غذائية كفيلة بتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه المادة، مشيرا إلى أن الجزائر استوردت أكثر من 25 ألف طن من مختلف أصناف الأسماك المجمدة خلال العام الفارط. وكان مجمع الدواجن للغرب قد كشف أن نحو 3 آلاف طن من اللحوم البيضاء المجمدة ستوزع عبر 200 نقطة بيع منها 17 تابعة للمجمع و 8 للمخازن العامة للتبريد (ماقموس) والأخرى تابعة للخواص والتي أبرم المجمع معها اتفاقيات لتسويق اللحوم البيضاء في "أحسن الظروف" و أكد أنه يتم استعمال الشاحنات المبردة لتوفير هذه المادة خصوصا بالأسواق الأسبوعية لتسويق اللحوم البيضاء التي يكثر عليها الطلب في شهر الصيام.وأكد في هذا السياق الدكتور أحمد شيكو، المختص في علم البرودة والتجميد " أن تجميد المواد الغذائية ينبغي أن يتم في الدرجة -18 كأحد أدنى لضمان جودة المنتجات المجمدة مع احترام سلسلة التبريد خلال النقل والتخزين، مشيرا إلى أن أكثر من 50 بالمائة من المواد المجمدة المسوقة محليا لا تحترم شروط السلامة الغذائية في ظل تعنت المسؤولين خاصة وزارة التجارة، مشددا على ضرورة تكوين مراقبين في مجال التجميد لضبط السوق وإيقاف تلاعبات التجار على حساب صحة المستهلك البسيط. ودعا إلى الاعتماد على شعبة التجميد السريع لتحقيق الاكتفاء الذاتي، والقضاء على ندرة بعض المواد الغذائية خاصة منها الموسمية، وذلك من خلال ترقية هذه الشعبة الغائبة تماما ببلادنا وبناء صناعة غذائية ترتكز في شق منها على التجميد وأضاف شيكو أن بلادنا تعد ثروات طبيعية وإنتاجية هائلة يمكن استغلالها لتحقيق الاكتفاء الذاتي والتقليل من فاتورة استيراد الغذاء لتنتقل من بلد مستورد إلى بلد مصدر، خاصة في مجال التمور والفواكه الموسمية كالفراولة، الأسماك، السردين، الدواجن وحتى الخبز، مؤكدا أن تكنولوجيا التجميد بإستعمال الازوت تسمح بتخزين المواد الغذائية لفترات تمتد ما بين 8 أشهر و3 سنوات دون تلف أو مخاطر صحية. وبعيدا عن تطبيقات علم التجميد السريع في الصناعة الغذائية، أوضح شيكو المتخرج من الجامعة البريطانية عام 1986 أن هذه التكنولوجيا تستخدم في بلادنا في قطاعات قليلة جدا تتمركز أساسا في مجال تمييع الغاز الطبيعي، منوها إلى أنها أضحت مستخدمة منذ سنوات قليلة في الحفاظ على الأعضاء البشرية قبل نقلها أو زرعها. والجدير بالذكر أن مجمعات الدواجن للغرب وللوسط وللشرق خصصت 10 ألاف طن من اللحوم البيضاء المجمدة على المستوى الوطني تحسبا لشهر رمضان. وهران: كريم.ل