كشفت مصادر مطلعة عن اجتماع يعقده اليوم وزير الفلاحة والتنمية الريفية مع مختلف إطاراته، للنظر في مدى تقدم عملية تخزين اللحوم الخاصة بشهر رمضان الكريم، ومختلف المواد الغذائية التي تعرف إقبالا كبيرا عليها، مؤكدة أن مجهودات جبارة تبذلها الوزارة لتخفيض الأسعار، بتخصيص أكثر من 8 آلاف طن من اللحوم البيضاء وما يفوق 7 آلاف طن من اللحوم الحمراء المخزنة خصيصا لسد حاجيات المواطنين خلال الشهر الكريم، في محاولة منها لوضع حد لبارونات المضاربة التي تتعمد خلال شهر رمضان من كل سنة رفع الأسعار إلى مستويات غير معقولة. وحسب ذات المصادر، فإن وزارة الفلاحة اتخذت كل الإجراءات لتفادي ارتفاع الأسعار في شهر رمضان، ووضعها في متناول المواطن البسيط، عبر تخزين واستيراد كميات هائلة من اللحوم الحمراء، وهي العملية التي تبناها مجمع “سوتراكوف” الذي استورد كميات هائلة من اللحوم الهندية، للسنة الثانية على التوالي، حيث وضعت في غرف التبريد منذ مدة. وفي الفترة ذاتها من العام الماضي كانت الكمية حددت ب”صفر”، وهو ما سيساهم في تخفيض أسعار اللحوم الحمراء بنسبة معتبرة حسب ذات المصادر، نظرا لوفرتها هذه السنة، من خلال الكمية المستوردة من الهند، وكذا اللحوم الحمراء التي اشترتها الدولة من الموالين والتي تعدت 140 ألف رأس، وتخزينها لشهر رمضان، وبالتالي ستتوفر الأسواق على 50 بالمائة لحوم مجمدة، و50 بالمائة طازجة. وأكدت مصادرنا أن الدولة لم تكتف فقط بهذه الكميات، بل تضاف إليها الكميات التي يستوردها المتعاملون الخواص، الذين يخضعون لنفس دفتر شروط مع شركة “سوتراكوف” وقانون المنافسة، حيث سيدعمون كذلك سوق اللحوم بكميات معتبرة، ما سيمنع محاولات رفع الأسعار من قبل التجار والمضاربين باعتبار أن العرض سيكون موازيا مع الطلب. وعن الجدل القائم حول اللحوم الهندية، أكدت مصادرنا أنه في شهر رمضان المنصرم لم تواجه وزارة الفلاحة أي مشاكل بخصوص عملية بيع هذه اللحوم، وعبر مختلف المناطق المخصصة لذلك، بالنظر لجودته، وهو ما أكدته المخابر الجزائرية التي أثبتت أنه أجود من اللحوم المستوردة من دول أمريكا الجنوبية، ما جعلها تواصل عملية اقتناء لحوم الأبقار الهندية الخاضعة لكافة الشروط المعتمدة في المسالخ الجزائرية وكذا شروط تربيتها. تجهيز 100 ألف متر مربع من مساحات التبريد وإنتاج اللحوم المجمدة محليا كما تطرقت مصادرنا إلى كميات اللحوم البيضاء المخصصة لذات الشهر، خاصة ما تعلق منها بالدجاج، حيث بلغت الكميات المخزنة إلى غاية هذا الشهر، إلى ما يعادل 5 آلاف طن، وسيرتفع العدد ليصل إلى 8 آلاف طن خلال الشهر الكريم، وهو ما سيساهم في تخفيض أسعار الدجاج كذلك، والتي تتراوح حاليا بين 210 و260 دينار جزائري للكيلوغرام، وهذا بعد الإجراءات التي اتخذها الوزير رشيد بن عيسى، بخصوص توسيع نظام ضبط المنتوجات الفلاحية ذات الاستهلاك الواسع ‘'سيربلاك'' ليشمل شعبة الدواجن، وذلك بالقيام بشراء فائض الإنتاج بسعر مرجعي محدد ب150 دينار للكيلوغرام دون احتساب الضريبة، بهدف امتصاص فائض الإنتاج وجعله متوفرا في الأسواق في الفترات التي يكثر فيها الطلب على غرار الشهر الكريم. وتعمل وزارة الفلاحة مستقبلا، و بناء على ذات المصادر، على اتخاذ كل الإجراءات من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي في اللحوم الحمراء والبيضاء، من خلال إنشاء غرف للتبريد عبر كافة القطر الجزائري، وترميم الغرف القديمة، مؤكدة أن هناك مخططا لوقف استيراد اللحوم الحمراء ابتداء من 2015، حيث تستهل الوزارة الوصية القيام ولأول مرة بتجميد اللحوم الحمراء في الجزائر، من خلال رفع مساحات التبريد التي من المنتظر أن تصل إلى 100 ألف متر مربع في 2014، منها 22 ألف خاصة بالترميم و64 ألف جديدة، حسب ذات المصادر والتي كشفت عن انطلاق ثمان منها تيارت 15 ألف م2 للتخزين، الوادي 20 ألف، تيزي وزو وتبسة 5 آلاف م2 لكل واحدة، تتعلق بالتخزين والتوزيع، وأيضا النعامة، المدية، تيسمسيلت والمسيلة. وتؤكد ذات المصادر أن غرف التبريد هذه التي تسهر عليها وزارة الفلاحة ساهمت وبحد كبير في رفع المضاربة في الخضر، خاصة منها مادة البطاطا التي عرفت في الموسم الماضي ارتفاعا فاحشا، حيث تعمل الوصاية هذه السنة إلى استخراج كميات كبيرة في فترة شهر رمضان، لمنع ارتفاع الأسعار، خصوصا أن المضاربين غير قادرين على تكديس منتوجاتهم هذا العام بالنظر إلى ارتفاع درجة الحرارة التي ستحول دون التلاعب بالأسعار والتحكم فيها.