أكد الدكتور أحمد شيكو، المختص في علم البرودة والتجميد في تصريح خص به "الفجر"، أهمية الاعتماد على شعبة التجميد السريع لتحقيق الاكتفاء الذاتي، والقضاء على ندرة بعض المواد الغذائية خاصة منها الموسمية، وذلك من خلال ترقية هذه الشعبة الغائبة تماما ببلادنا وبناء صناعة غذائية ترتكز في شق منها على التجميد ب"الأزوت" أوضح الدكتور شيكو أن الجزائر لاتزال جد متأخرة في قطاع الصناعات الغذائية، بدليل استيراد مواد مجمدة من الأسواق الدولية دون التأكد من سلامة سلسلة التبريد المعتمدة، خاصة أن الجزائر تستورد أكثر من 30 بالمائة من الموارد المجمدة المسوقة بأسواقنا، وأعطى مثال بالأسماك المجمدة التي غزت الأسواق الجزائرية والمستوردة من الخارج.. "في حين أننا بلد ساحلي غني بالثورة السمكية يمكن استغلالها في قيام صناعة غذائية كفيلة بتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه المادة"، مشيرا إلى أن الجزائر استوردت أكثر من 25 ألف طن من مختلف أصناف الأسماك المجمدة خلال العام الفارط. ولدى تطرقه لتكنولوجيا التجميد باستعمال الازوت، أوضح الدكتور أن الجزائر تملك الإمكانيات اللازمة من الناحية التقنية لقيام صناعة غذائية حقيقية خاصة أنها تعتمد بشكل رئيسي على مادة الأزوت الموجودة بالجو، ما ينعي أنها تكنولوجيا غير مكلفة يمكن استغلالها في بعث استثمار حقيقي يوفر مناصب شغل إضافية للبطالين ويوسع دائرة الإنتاج المحلي من خلال رفع معدل المنتجين والخواص والمستثمرين في قطاع تجميد المواد الغذائية. وأوضح نفس المسؤول، بهذا الخصوص، أن تجميد المواد الغذائية ينبغي أن يتم في الدرجة -18 كأحد أدنى لضمان جودة المنتجات المجمدة مع احترام سلسلة التبريد خلال النقل والتخزين، مشيرا إلى أن أكثر من 50 بالمائة من المواد المجمدة المسوقة محليا لا تحترم شروط السلامة الغذائية في ظل تعنت المسؤولين خاصة وزارة التجارة، مشددا على ضرورة تكوين مراقبين في مجال التجميد لضبط السوق وإيقاف تلاعبات التجار على حساب صحة المستهلك البسيط. وأضاف شيكو أن بلادنا تعد ثروات طبيعية وإنتاجية هائلة يمكن استغلالها لتحقيق الاكتفاء الذاتي والتقليل من فاتورة استيراد الغذاء لتنتقل من بلد مستورد إلى بلد مصدر، خاصة في مجال التمور والفواكه الموسمية كالفراولة، الأسماك، السردين، الدواجن وحتى الخبز، مؤكدا أن تكنولوجيا التجميد باستعمال الازوت تسمح بتخزين المواد الغذائية لفترات تمتد ما بين 8 أشهر و3 سنوات دون تلف أو مخاطر صحية. وبعيدا عن تطبيقات علم التجميد السريع في الصناعة الغذائية، أوضح شيكو أن هذه التكنولوجيا تستخدم في بلادنا في قطاعات قليلة جدا تتمركز أساسا في مجال تمييع الغاز الطبيعي، مشيرا إلى أنها أضحت مستخدمة منذ سنوات قليلة في الحفاظ على الأعضاء البشرية قبل نقلها أو زرعها. وأبدى الدكتور شيكو المتخرج من الجامعة البريطانية عام 1986 استعداده الكامل لتكوين أساتذة ومتربصين لفتح فرع جديد في التكوين المهني أو جامعات التكنولوجيا يعنى بهذه الشعبة الحيوية الذي أضحت تفرض نفسها بقوة ،خاصة مع الارتفاع المتزايد لفاتورة استيراد الغذاء والإنتاج الوفير لمختلف المنتجات الفلاحية الموسمية التي يمكن تجميدها وتسويقها محليا ثم التصدير نحو الخارج بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي.