نشطت الفنانة الكبيرة بهجة رحال بقاعة الموقار وقائع سهرة ليلة السابع والعشرين من رمضان الكريم ، وقد عبرت عن غبطتها لتزامن حفلها مع ليلة هي خير من ألف شهر، وقد استطاعت بهجة خلال حفلها المتميز ، أن تأسر محبيها الذين جاؤوا بقوة ، بما قدمته من وصلات أندلسية جميلة زاد دفء صوتها وبحتها المميزة من رونق الموعد الرمضاني الذي أضحى سنة تطل من خلالها إحدى نجمات الفن الأندلسي ، وقد زادها لباسها التقليدي أبهة وسط ديكور إزدانت به قاعة الموقار . وقد تحدثت الفنانة بهجة رحال للجزائر الجديدة عن تجربتها الجديدة في مجال تدريس الموسيقى الأندلسية لليافعين والبالغين التي رأت أن اهتمامهم بها في الخارج هو للترفيه فحسب ، وهي منذ سنتين تكرس وقتها لتلقين هذا الفن العريق لهذه الفئة ، ضمن جمعيتها المسماة " إيقاعات وهرمونيا " ، وقد سبق لها وأن درست الفن الأندلسي للأطفال في فرنسا منذ 12 سنة في باريس تحديدا ، كما قد سبق لها وأن قامت بنفس العمل في الجزائر قبل مغادرتها إياها ، وهي تدرك تماما أن تدريس الأطفال الموسيقى الأندلسية ، هو الأهم لأنهم هم حاملوا المشعل وهم الورثة لهذا الفن الأندلسي العريق ، ولا تزال بهجة تشتغل بكامل قوتها في مجال البحث عن النوبات وتسجيلها ، ويعد حسبها تسجيل هذه النوبات وتأديتها للجمهور هو الأهم ، وأضافت محدثتنا أنه لم تكن قبل 1995 تسجيلات في الموسيقى الكلاسيكية الأندلسية في متناول الجمهور ليقتنيها في السوق ، فهناك من كان لا يحبذ الربط بين الجانب التجاري والموسيقى الأندلسية مما جعل التسجيلات تنعدم ، لكن الأمر تغير مع نهاية التسعينات ، وقد اجتهدت في التسجيلات ويوجد لديها حاليا 21 ألبوما مسجلا هي في متناول الجمهور ، وقد تعود الجمهور أن يراها في كل موسم رفقة منتوج جديد . أما بخصوص السهرة التي أحيتها في قاعة الموقار ، فذكرت بهجة أنها جد سعيدة لاقترانها مع ليلة القدر ، وقد اختارت للمناسبة نوبة في طبع الزيدان ، وعروبي " عقل بهواك مضالي " ، بالإضافة إلى حوزيين تقدمهما لأول مرة " لمتا يهنا قلبي " و " أما سبا الحبايب " ، وهناك قصيدة مدح تناسب ليلة القدر بعنوان " بسم الله بديت أنزمم " . ترى بهجة أن الفن الأندلسي هو عابر للأجيال والأزمنة ، والموسيقى الأندلسية هي موسيقى عالمة ومتطلبة ، تعتمد العمل المستديم والدقة والبحث المتواصل ، وبدون ذلك لا يمكن أن يكون هناك تقدم ملموس وحب ومتابعة من قبل الجمهور ، وختمت بقولها أن الموسيقى الأندلسية تعتمد على نفس القصائد ونفس الموشحات ويبقى أداء الفنان هو الذي يصنع الفارق جدير بالذكر أن بهجة رحال قد استطاعت خلال ساعتين من الزمن أن ترحل محلقة بمستمعيها إلى أفاق النغم الخالص ، وأن تهبه البهجة في جو من السكينة والهدوء الملائكي في ليلة رمضانية حالمة . عدة خليل