يجتمع مساء اليوم أعضاء مكتب الاتحادية الوطنية لمستخدمي الصحة العمومية مع وزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد العزيز زياري، وسيخصص هذا اللقاء للحوار و التشاور حول مختلف النقاط التي تهم عالم المنظومة الصحية و مستخدمها، و ذلك من أجل طرح جملة من المشاكل و العراقيل و الإختلالات الحاصلة في قطاع الصحة العمومية. ويأتي اللقاء بين الطرفين في الوقت الذي أصبح حسب الاتحادية قطاع الصحة العمومية هيكل بدون روح نظرا عدة عوامل رئيسية و أساسية أثرت للسير العادي للمنظومة الصحية في الجزائر و تراجع مستوى الخدمات رغم المجهودات المبذولة من طرف الدولة وهذا لهدف تحسين صورة القطاع سواء تعلق الأمر بتوفير الموارد المالية الضخمة أو اليد العاملة على اختلاف تخصصاتها مما يجعل مؤسسات الصحة العمومية في الجزائر مهدد بالانهيار يعرض ملايين المرضى الذين يلجؤون لقطاع الصحة العمومية لمختلف الأخطار خاصة أصحاب الأمراض المزمنة و العمليات الجراحية في مختلف التخصصات و أن أغلب المرضى من الطبقة المتوسط و الفقيرة و عديم الدخل. وفور ذلك دعت الاتحادية السلطات العليا في البلاد و الفاعلين في قطاع الصحة العمومية من شركاء اجتماعيين و جمعيات المرضى و الطبقة السياسية التحرك لصد محاولات بعض تجار الموت الذين يريدون إغراق قطاع الصحة العمومية في عدم الاستجابة لمتطلبات المرضى و المتاجرة بحياة المرضى على حساب الربح السريع سواء تعلق الأمر بتوفير الأدوية أو وسائل التشخيص. هذا و سجلت الاتحادية الوطنية إختلالات كثيرة أثرت على مردودية القطاع العام للصحة العمومية منذ بداية السنة الجارية 2011 و رغم تحذيراتها المستمر للوزارة الوصية من أجل تدارك هذه الإختلالات و تجسيد إصلاحات حقيقية بدلا من خطب الشعارات و تقديم الأرقام التي لا صلة لها بالواقع و يبقى إصلاح المستشفيات شعار غير موجود ميدانيا. و عليه طالبت ايضا حماية القطاع العمومي و مباشرة إصلاحات عميقة و تنظيم مختلف المؤسسات و الهيئات الصحية، و إعادة النظر في قانون الصحة و الخارطة الصحية و غيرها من الأولويات التي تضع قطاع الصحة على المسار الصحيح الذي يلبي متطلبات المرضى على إختلاف مستلزماتهم الضرورية. كما سجلت ذات الاتحادية منذ بداية السنة تراجع مستوى التكفل بالمرضى نتيجة فوضى عدم تنظيم القطاع و إزدواجية العمل في القطاع العام و الخاص لبعض المختصين و كثرة الأعطاب في مختلف التجهيزات الطبية الإشعاعية و المخابر و تأجيل العمليات الجراحية بسبب الإضطربات التي عرفها القطاع، ونقص فادح للأدوية القاعدية المختلفة و بعض الأدوية الأساسية في المستشفيات كمواد التخدير و الأمصال و الكواشف و بعض الأدوية في الصيدليات و لقاحات الأطفال مما سبب ضغوط كبيرة على المصالح مكلفة بالتلقيح و حماية الأمومة و الطفولة و تحمل المستخدمين ثمن ذلك من مشاجرات مع الأولياء و إهانات لهم رغم أن الندرية ليسو هم السبب فيها. وحذرت وسط كل هذا من كثرة الإعتداءات على المستخدمين و تحطيم الممتلكات العمومية للقطاع من طرف المنحرفين أو المرافقين للمرضى أو السكرى، مما يجعلنا نطالب بتوفير الحماية و الأمن للفرق المداومة ليلا خاصة في مصالح الإستعجالات الطبية و مصالح الولادة حيث تسجل تقريبا حادث كل ساعتين عبر المستشفيات يوما من تهديدات المستخدمين و تلفظ بكلمات و شجرات و الإعتداءات الجسدية مثلما حدث في عيادة بن جراحو مستشفى بوفاريك اول أمس. وطالبت بمعالجة مختلف الاختلالات من سوء التسيير و اللامبالات من بعض المسؤولين على إختلاف مسؤولياتهم مما يساهم في تدهور المؤسسات الصحية و غياب تظيم المستشفيات، ونقص الأطباء المختصين و الشبه الطبيين في مختلف الهياكل الصحية مما تسبب في نقص كبير في التغطية الصحية لفائدة المواطنين في مختلف مناطق الوطن خاصة المناطق النائية و الجنوبية و هجرة المختصين إلى الخارج أو العيادات الخاصة التي تقدم تحفيزات مادية و إغراءات يفتقدها القطاع العام. صليحة مطوي