يحاول اليوم الوزير العائد إلى قطاع الصحة الجديد عبد العزيز زياري، رفقة الاتحادية الوطنية لمستخدمي الصحة العمومية إيجاد حلول للحد من ظاهرة الاعتداءات على الأطباء التي تصاعدت في مستشفياتنا بشكل رهيب في السنوات الأخيرة، تزامنا مع نشر تقارير خطيرة تؤكد تسجيل حادث كل ساعتين عبر المستشفيات يوما من تهديدات المستخدمين والاعتداءات الجسدية، وستناقش ملفا آخر أكثر خطورة يتمثل في تجار الموت الذين يتلاعبون بصحة الجزائريين بالمستشفيات العمومية. ومن المنتظر أن تفتح الملفات السالفة الذكر وملفات عديدة أخرى في اجتماع يعقد، مساء اليوم الثلاثاء، بين وزير الصحة رفقة الاتحادية الوطنية لمستخدمي الصحة العمومية في إطار الحوار والتشاور حول مختلف النقاط التي تهم المنظومة الصحية ومستخدميها، وذلك من أجل إيجاد حلول للمشاكل، العراقيل والإختلالات الحاصلة في قطاع الصحة العمومية. وقال في هذا الخصوص رئيس الاتحادية علي خميسي في بيان، تلقت “الفجر” نسخة منه، إن “الاجتماع سيكون فرصة لطرح مختلف الانشغالات التي تثير قلقهم جراء الوضع الخطير الذي يعرفه قطاع الصحة العمومي المهدد بالانهيار والذي يعرض ملايين المرضى الذين يلجأون لقطاع الصحة العمومية لمختلف الأخطار، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة والعمليات الجراحية في مختلف التخصصات، وأن أغلب المرضى من الطبقة المتوسطة، الفقيرة وعديمة الدخل، ما يستوجب من السلطات العليا في البلاد والفاعلين في قطاع الصحة العمومية من شركاء إجتماعيين وجمعيات المرضى والطبقة السياسية، التحرك لصد محاولات بعض تجار الموت الذين يريدون إغراق قطاع الصحة العمومية في عدم الاستجابة لمتطلبات المرضى، والمتاجرة بحياة المرضى على حساب الربح السريع سواء تعلق الأمر بتوفير الأدوية أو وسائل التشخيص”. وأوضح خميسي أن الاتحادية ستحاول إيجاد حلول لهذه الملفات رفقة الوزير الجديد القديم خاصة بعد “الاختلالات الكثيرة التي أثرت على مردودية القطاع العام للصحة العمومية والتي سجلت منذ بداية السنة الجارية 2011، وذلك بغية مباشرة إصلاحات عميقة وتنظيم مختلف المؤسسات والهيئات الصحية، وإعادة النظر في قانون الصحة والخارطة الصحية وغيرها من الأولويات التي تضع قطاع الصحة على المسار الصحيح الذي يلبي متطلبات المرضى على اختلاف مستلزماتهم الضرورية”. ومن بين أهم المواضيع التي “تعكر صفو الأجواء بقطاع الصحة، يضيف المتحدث، هو تراجع مستوى التكفل بالمرضى نتيجة فوضى عدم تنظيم القطاع وازدواجية العمل في القطاع العام والخاص لبعض المختصين وكثرة الأعطاب في مختلف التجهيزات الطبية الإشعاعية والمخابر، وتأجيل العمليات الجراحية بسبب الإضطربات التي عرفها القطاع، واستمرار النقص الفادح في الأدوية القاعدية المختلفة وبعض الأدوية الأساسية في المستشفيات كمواد التخدير، الأمصال الكواشف وبعض الأدوية في الصيدليات ولقاحات الأطفال، في ظل غياب وسائل العمل ومن التحفيزات المادية والمعنوية من أجل القيام بمهامهم على أحسن وجه، وكثرة الاعتداءات على المستخدمين وتحطيم الممتلكات العمومية للقطاع من طرف المنحرفين أو المرافقين للمرضى أو السكرى“، الأمر الذي جعل الاتحادية تطالب بتوفير الحماية والأمن للفرق المداومة ليلا خاصة في مصالح الإستعجالات الطبية ومصالح الولادة، فهي “تسجل تقريبا حادثا كل ساعتين عبر المستشفيات يوميا، من تهديدات المستخدمين والتلفظ بكلمات والشجارات إلى الاعتداءات الجسدية مثلما حدث في عيادة بن جراح ومستشفى بوفاريك أول أمس”. وستفتح الاتحادية، اليوم، أيضا قضية “سوء التسيير واللامبالاة من بعض المسؤولين ونقص الأطباء المختصين وشبه الطبيين في مختلف الهياكل الصحية وعدم تكوين المختصين في الصيانة الصحية لمختلف وسائل التشخيص، وقضية النشاط التكميلي وقضية غياب الحوار الفعلي وعدة نقاط سوداء تهدد صحة الجزائريين بسبب تراجع مستوى التكفل الطبي لهم”.