أشرفت وزيرة الثقافة خليدة تومي مساء الخميس الماضي، بالمتحف الوطني للفنون الجميلة ،على افتتاح معرض جديد خصّ لتكريم الفنان محمد بوزيد "، معرض حمل عنوان "مسار الحنين " ، مسار يغطي أكثر من 60 سنة من العطاء الفني المتواصل لمن قام في الأصل بتصور ختم "الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية "، وهذا بمناسبة الاحتفال بخمسينية الاستقلال ، ومن المقرر أن يمتد من 12 ديسمبر 2012 إلى غاية 31 جانفي 2013 ، وقد حضر الافتتاح حشد كبير ضم أهل الفنان ، وأصدقاءه ، وعدد من محبي الريشة والألوان . يضم المعرض مسارالحنين لوحات استقدمت من مؤسسات عمومية وطنية كسونلغاز، والبنك الوطني الجزائري ،وعمادة جامعة الجزائر1 ، وفندق الأوراسي، وعدد من المتاحف الوطنية، لتي في معظمها سيتم عرضها للمرة الأولى ، بالإضافة إلى إعارت نوعية وافق بعض جامعي التحف على إثراء المجموعة المعروضة ، التي تضم ، 80 لوحة زيتية على القماش ، و 20 عملا على الورق ، كما وافق الفنان الذي غاب ولم يتيسر له الحضور ، وافق على إعارة المنظمين بهذه المناسبة ببعض الأعمال المتعلقة بالمرحلة الأخيرة من حياته يضمان التسلسل التاريخي ،كما سيعرض و لأول مرة ختم الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الذي قام بوضعه الفنان بوزيد ، والذي يحتل مكانة استثنائية ، بالإضافة لتصميمين له خاصين بطابعين بريديين أصليين تمت استعارتهما من مؤسسة بريد الجزائر. وقام المتحف العمومي الوطني للفنون الجميلة بهذه المناسبة بإنجاز عدد كبير من ترميمات الأعمال وكذا إعداد كتاب خصص للمسار الفني للفنان. ويأتي هذا التكريم الذي ترعاه وزارة الثقافة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر واحتفاء بهذا الفنان بمناسبة بلوغه 83 سنة والذي يمتد مساره الفني على أكثر من 60 سنة ذ. ويعد الفنان محمد بوزيد الحائزعلى الجائزة الفنية الكبرى للجزائر في 1959 عضوا مؤسسا للإتحاد الوطني للفنانين التشكيليين في 1964 كما يعتبر واحدا من أعمدة الفن التشكيلي الجزائري إلى جانب شكري مسلي و أمحمد إسياخم ومحمد خدة ومحمد تمام ومحمد راسم وغيرهم. للعلم فان الفنان محمد بوزيد فو من مواليد 12 ديسمبر بالأخضرية ولاية البويرة ، باشر تكوينه بالمدرسة العادية ببوزريعة بين سنتي 1946 -1950 لمدة 3 سنوات ، بعد تحصله على شهادة معلم ، باشر الرسم شابا متأثرا بأسماء من عالم الرسم مثل " سوفور غالييرو"،تعود أول أعماله إلى بداية الخمسينات . تحصل على منحة لورمان ، أقام ب" كازا فيلا سكيز " بمادريد ، حاز الجائزة الفنية الكبرى للجزائر في 1959 ، شارك في العديد من المعارض الجماعية ( صالون المستشرقين ، صالون فناني شمال إفريقيا )،كما قام بعدة معارض فردية بأروقة ، كولين بوهران ، كونت تانشان ، ريفاج ،العدد الذهبي ، مقهى المرسي ، جيرار مورغ بباريس ، هورن بلكسمبورغ ، ميليز ببروكسيل ،بلسدو بالولايات المتحدةالأمريكية ، شغل عضو لجان تحكيم عديدة ، جائزة مدينة الجزائر ، منحة عبد اللطيف ، طلب منه في 1962 تصميم وانجاز ختم وشعارات الدولة الجزائرية ، كما اشتغل بعد الاستقلال كمستشار ثقافي لدى وزارة الثقافة ، ويعد من بين الأعضاء المؤسسين للاتحاد الوطني للفنانين التشكيليين وشارك ومثل الجزائر خارج الوطن ضمن المبادلات الثقافية الدولية ، أنجز عدة رسومات جداريه لفائدة مقر ولاية تيزي وزو ، المدرسة المتعددة التقنيات بالحراش ، عيادة الصندوق الوطني للتامين الاجتماعي بالشراقة ، القاعة الشرفية لمطار الجزائر العاصمة ووزارة الشباب والرياضة ، شارك الفنان في تصميم ديكورات وأزياء المسرح الوطني الجزائري وديوان السينما وخصوصا في فيلم " الأفيون والعصا " لأحمد راشدي ، ولديه أعمالا أخرى كثيرة ، وهو حاليا مسؤول عن ورشة " الفنون التشكيلية وتاريخ الفن " بالمركز الثقافي الجزائري بباريس ، ويعمل على انجاز ديكورات وأزياء المسرح والأفلام لفائدة الحصص التليفزيونية ، كما انه بصدد انجاز ألبومات بالفحم ، ويعد هذا المعرض الثاني الذي يخصص للفنان محمد بوزيد من طرف المتحف الوطني للفنون الجميلة الذي يسعى منذ 13 سنة مضت لتكريم أعمدة الفن التشكيلي الجزائري . عدة خليل