كشف أمس وزير الدفاع الفرنسي جان لودريان أن المعطيات الميدانية الواردة من شمال مالي تفيد بتسجيل تراجعات معتبرة في صفوف الجماعات المسلحة تحت وطأة الضربات الجوية المركزة التي تقوم بها طائرات فرنسية مقاتلة أورد الوزير الفرنسي في ذات التصريح الذي أدلى به عقب خروجه من اجتماع مجلس الدفاع في الاليزيه، في اليوم الرابع من التدخل الفرنسي لضرب الجماعات المتطرفة في مالي "أن تطور الوضع يتفق مع توجيهات" الرئيس الفرنسي، "انه يتطور بصورة مواتية". وأضاف أن "في شرق مالي، تم قطع الطريق على المجموعات الإرهابية، أخليت مدينة كونا والمجموعات الإرهابية تراجعت نحو مدينة دوينتزا". وتابع "في غاو، نفذت) عدد من الضربات الهادفة على قاعدة خلفية لجماعة التوحيد والجهاد أعطت نتائج جيدة للغاية وأدت إلى تشتيت عناصر هذه المجموعة الإرهابية باتجاه الشرق والجنوب". وقال الوزير "لا تزال هناك نقطة صعبة في الغرب" حيث تواجه القوات الفرنسية "مجموعات جيدة التسليح وحيث تتواصل العمليات حتى في هذه اللحظة مع القوات المالية التي أبدت بسالة عالية في الجهة الشرقية ". في ذات السياق كشف النقاب عن زيارة يقوم بها رئيس الأركان النيجيري الجنرال "شيهو عبد القادر" مساء أول أمس إلى باماكو حيث تتجمع القوات الإفريقية. وفي برلين، أعلن متحدث باسم الخارجية الألمانية عن إمكان تقديم دعم لوجستي طبي أو إنساني للعملية الفرنسية في مالي والتي وصفها بأنها مبررة. وقال نفس المتحدث "لن تترك فرنسا وحدها في هذا الوضع الصعب"، موضحا أن المساعدة ستكون لوجستية، طبية أو إنسانية،وأضاف أن ألمانيا تدرس كيف يمكن مساندة القوات الفرنسية، موضحا انه من "غير المطروح" إرسال قوات ألمانية،من جهة ثانية ترى العديد من الأوساط المهتمة بتطورات الملف أ الاستجابة الفرنسية السريعة لطلب المساعدة من حكومة مالي سارعت الخطى بعد أن هدد مقاتلون إسلاميون الأسبوع الماضي بلدتي "موبتي" و"سيفاري" بمطارها الرئيسي في وسط البلاد،ونقلت تقارير مختصة عن "مارتن فان فليت" وهو باحث في مركز الدراسات الإفريقية في لايدن بهولندا "التسرع في التدخل الآن يمثل أساسا متداعيا للمهمة،"لكن عدم اتخاذ أي خطوة سيصبح خيارا سيئا أيضا" وكان فان فليت قد وضع مؤلفات عن مالي لصالح مركز مكافحة الإرهاب التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية في وست بوينت،غير أن الحقائق الميدانية تشير أنه من الصعوبة بمكان بناء توقعات حول مآلات العملية الفرنسية كون العناصر المستهدفة بالضربات الجوية هي عبارة عن خليط غير متجانس من الجماعات ذات الولاءات المختلفة و منها ما يناصب بعضه البعض العداء و بخصوص المواقف الدولية أكدت الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة على أن المهمة في مالي المدعومة دوليا يجب أن تكون "بقيادة افريقية" ويكون الأفارقة هم أصحاب القرار فيها وتصاحبها عملية سياسية لإرساء السلام في مالي التي كانت يوما منارا للديمقراطية والاستقرار. غير أنه وفي ظل وجود القوات الخاصة والطائرات الفرنسية ومهاجمتها للإسلاميين وإعلان وزير الدفاع الفرنسي أن فرنسا "في حرب مع الإرهاب أينما وجد" أصبحت المهمة في مالي بقيادة الفرنسيين في الوقت الراهن. غير أن السؤال المطروح في هذا الإطار يكمن في وجود أجندة سرية للفرنسيين لخلط الحسابات بالنسبة للأطراف الدولية التي تسعى لوضع بصمتها في الحراك الحاصل في منطقة الساحل الإفريقي هذا فضلا عن التخوف من وجود أوراق مخفية في يد الجماعات المسلحة في شمال مالي يمكنها أن تعيد الجميع إلى نقطة الصفر، و يتضح ذلك جليا في مضمون التصريحات التي وردت على لسان للجنرال كارتر هام رئيس القيادة الأمريكية في إفريقيا تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بأنها جماعة "ممولة ومسلحة جيدا" وتميل للعمل في أرتال متحركة من سيارات الدفع الرباعي والشاحنات وعلى بعضها أسلحة ثقيلة وهي عنصر أساسي في الحرب الصحراوية في منطقة الساحل الإفريقي من موريتانيا إلى تشاد والصومال. لكن هذه الأرتال تصبح عرضة للهجوم في الصحراء المفتوحة من مروحيات جازيل ومقاتلات رافال الفرنسية. وقال مان "لم يتضح بعد ما إذا كان الإسلاميون يملكون أسلحة دفاع مضادة للطائرات" مضيفا أنه اطلع على تقارير عن امتلاكهم مدفعا مضادا للطائرات بل وصواريخ أرض جو.