نقضت الحكومة الفرنسية وعدها باقتصار تدخلها العسكري على المناطق القريبة من العاصمة بامامكو، ووسعتها لتشمل المدن الشمالية، على غرار مدينة غاو، المتواجدة في أقصى الشمال الشرقي، ما يعزز النية التوسعية لباريس. فقد ذكرت المصادر الإعلامية المحلية، ان الطائرات الفرنسية قصفت مدينة غاو، وأشارت إلى أن الغارة مخزنا كانت تستعمله احدي المنظمات الدولية يعتقد انه يحتوي علي اليات عسكرية للجماعات المسلحة ، ما تسبب في رعب للسكان المدنيين العزل، فيما اختفت معظم المظاهر المسلحة من المدينة وبدت الشوارع خالية من المارة وتواري المسلحون الذين كانوا يسيرون دورياتهم عن الأنظار، ما يبين أن استراتيجية الجماعات المسلحة تقضي بعدم اعطاء القوات الفرنسية فرصة تحديد أهداف ثابتة. وكان وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لودريان، قد أكد أن الضربات الجوية التي تنفذها الطائرات الفرنسية على مواقع الجماعات الإسلامية المسلحة في مالي ستستمر وأشار إلى "لم يتم بالكامل وقف" تقدم المجموعات الإسلامية. كما شملت الغارات الجوية ضواحي مدينة دوينتزا، 70 كلم شمال مدينة كونا، وكذا مدينة كونا، التي كانت قد سقطت بأيدي الجماعات الاسلامية المسلحة، بعد معارك دامية تكبد خلالها الجيش النظامي المالي، خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، ولم ينمكن الجيش النظامي من تجميع قواته إلا بعد وصول تغطية الطائرات الحربية الفرنسية. وإذا كانت مدينة دوينتزا تعتبر النقطة الحدودية الفاصلة بين الشمال المالي وجنوبه، حيث تبعد 120 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة تينبكتو التاريخية، والتي تعتبر أقرب مركز قيادة لأنصار الدين من المعارك الدائرة وسط مالي، فإن مدينة غاو، حيث خطف الدبلوماسيون الجزائريون، تعتبر ابعد مدينة عن العاصمة، ما يعني أن فرنسا خادعت المجموعة الدولية بعدوانها على السيادة المالية، لأنها أعلنت في بداية تدخلها أن ضرباتها العسكرية ستقتصر على المناطق الوسطى، لمنع قوات الجماعات الإسلامية المسلحة من التقدم نحو العاصمة باماكو. وتكون فرنسا قد وجدت دعما ماليا ساعدها في تغيير أهداف عمليتها السكرية، حيث قال النقيب ممادو هايا سنوغو، زعيم الانقلابيين السابقين في مالي، إن فرنسا لعبت "دوراً رئيسياً" إلى جوار الجيش المالي في المعارك التي شهدتها مدينة كونا، وسط البلاد، والتي أعلن الجيش عن استعادة السيطرة عليها. وقال زعيم الانقلابيين في أول ظهور له منذ انطلاق العملية العسكرية الفرنسية في مالي، "إننا نهنئ أنفسنا بأننا حصلنا على المساعدة الفرنسية اليوم، والذي لعب دوراً محورياً ورئيسياً في الإسناد الجوي لعمليات الجيش المالي". وواضح من عبارات زعيم الانقلابيين أنه تجاهل قفز فرنسا على القرار الأممي الذي يجيز التدخل العسكري بشرط أن يكون في إطار القبعة الأممية.