لا يزال سكان حي القرية الفلاحية، التابع إقليميا لبلدية السويدانية غرب العاصمة، يعانون من مشاكل عدة ناتجة عن غياب أدنى المقومات التي يحتاجون إليها مما جعلهم يشتكون من العزلة والتهميش مناشدين السلطات المحلية التدخل لوضع حد للمعاناة التي يتكبدونها منذ سنوات ورفع الغبن عنهم من خلال إنجاز مشاريع تنموية من شأنها تحسين مستواهم المعيشي .وأكدت العديد من العائلات التي التقت بهم "الجزائرالجديدة" خلال الزيارة الميدانية التي أجرتها على مستوى الحي والتي عبّرت عن استيائهم الشديد من السلطات المحلية إزاء انتهاجها لسياسة التقاعس والإهمال الذي تنتهجه إزاء انشغالاتهم مؤكدين أنهم قاموا بتقديم عدة شكاوي إلى المسؤولين المعنيين من أجل التدخل وتسجيلهم ضمن المعوزين خاصة وأن حيهم أصبح البقاء به أشبه بالمستحيل. وأول ما بدأ به السكان سلسة شكاويهم مشكل تدهور الطرقات المؤدية إلى منازلهم، مؤكدين أنهم يضطرون وخلال الفترات الممطرة إلى أخذ مسالك أخرى وقطع مسافات طويلة من أجل الوصول إلى منازلهم المعزولة، مشيرين إلى أن المسالك معظمها ترابية مليئة بالحفر والأحجار التي باتت تشكل خطرا على الكبار والصغار، كما أضاف السكان مشكلا آخر يتعلق بانعدام وسائل النقل الذي زاد في عزلتهم وأصبح بمثابة هاجس كبير في حياتهم، خاصة وأن الوضع يضطرهم الوقوف لساعات طويلة أمام الموقف المتواجد على مستوى الحي، والذي يفتقر هو آخر لأدنى المستلزمات الضرورية، أهمها الواقيات التي من شأنها حماية المسافرين من زخات المطر أو حتى ضربات الشمس صيفا، كما أكدوا في ذات السياق أنهم يضطرون إلى الخروج من منازلهم في ساعات مبكرة حتى يتمكنوا من الظفر بمكان بالحافلات القادمة من الشراقة للوصول إلى أماكنهم المرغوبة. كما أضاف السكان مشكل غياب الأسواق التجارية ما يضطرهم الالتحاق بالسوق المتواجد على مستوى الدويرة، بعد قطع مسافات طويلة لقضاء حاجاتهم اليومية. وفي هذا السياق، طالب السكان من السلطات المحلية فتح السوق الذي طالما وعدت به، وذلك لوضع حد للمعاناة التي يتكبدونها في ظل تنقلاتهم اليومية وأمام غياب وسائل النقل.