وهران تنكرت لعطاءات علولة وتجاهلت مامنحه إياها "مستعدة للتعاون مع أي جهة لإنتاج فيلم حول زوجي " خلال اللقاء الذي خصت به الجزائرالجديدة و شرفت بحضورها المكتب الجهوي بوهران نفت السيدة رجاء علولة، أرملة عبد القادر علولة وجود أي عمل فني تلفزيوني يصور جزء من حياة الممثل المسرحي علولة قائلة " لم أتلقى أية اتصالات من أي جهة ترغب في إخراج فيلم تلفزيوني حول حياة الراحل, و في حقيقة الأمر أرحب كثيرا بالفكرة و أنا مستعدة للتعاون مع الراغبين في إنتاج و إخراج فيلم يجسد حياة عميد المسرح الجزائري على الرغم من أننا نسجل ندرة واضحة في الإنتاج الفني المحلي و عدد قليل من المخرجين الذين يمكن أن نصنفهم في خانة ذوي الكفاءات " . هل اغتيال المسرحي علولة هو اغتيال للفكر و التراث الجزائري ؟ بالطبع ، إن الحديث عن فكر علولة لا يلزم مجرد لقاء واحد لأنه من أهم المخرجين العرب و الجزائريين على وجه الخصوص الذين سعوا إلى ربط انجازات المسرح و تكييفها مع المخزون الهائل من التراث و الثقافة الشعبية المحلية و أضافت "أن علولة عمل على إنشاء مسرح "الحلقة" بعد أن توصل إلى قناعة شخصية أن هذا النوع هو الذي يؤدي فعلا رسالة اجتماعية لقد أعاد علولة هيكلة النص المسرحي حيث لم يعد يكتب مثل المسرح البرجوازي الأوروبي استوعب ذلك و سعى إلى توظيف التراث الشعبي الجزائري على خشبة المسرح كالقوال مثلا ، فعبد القادر لم يقل أبدا إنني أنهيت البحث التجريبي بل سأواصل درب العمل الإبداعي و لكن يد الإجرام أبت إلا أن تطفئ شمعة أحد كبار أعلام الجزائر . يلمس الكثيرون ممن أحبوا الراحل علولة عدم وجود إرادة فعلية لبعث أعماله من المسؤول ما رأيكم في هذا الرأي؟ "في الحقيقة علولة و هو في الحياة كان يقلق الكثيرين و حتى بعد وفاته بقي لحد الساعة يقلل ،لأن علولة يمثل الفكر الجزائري و لديه ثقل في الساحة المسرحية و الفنية هناك جهات تريد محو اثر الراحل لأنه أبدع و تألق و على السلطات الوصية و على رأسها وزارة الثقافة الأخذ بعين الاعتبار كل هذا التراث و الاهتمام أكثر بالإبداع الثقافي الذي يحمله الكثير من الشباب اليوم ،حيث يملكون كفاءات عالية لديهم حب التطلع إلى المستقبل من خلال مد جسور التواصل مع التراث الماضي و أنا بدوري أساند الشباب الطموح، كما لا يزال هناك تفاعل كبير من قبل الجمهور مع الفن المسرحي الذي قدمه زوجي و لا احتكر إطلاقا " علولة" لوحدي بالطبع مجرد الحديث عنه هو شرف كبير لي . هل هناك تحضيرات خاصة لإحياء الذكرى العشرون لاغتيال علولة شهر مارس القادم؟ لا احد يتذكر ذكرى وفاته فما بالكم بالتحضير للمناسبة و للذكرى العشرين التي ستصادف شهر مارس من العام المقبل من المفروض الانطلاق في ذلك جار خاصة بوهرانالمدينة التي قدم لها الكثير لكن الفكر ،و الفن الراقي تم اغتياله في هذه المدنية التي أصبحت مدينة " البيتزا و الشيش كاباب" الوضع الثقافي لم يعد بخير ليس فقط بوهران بل بكامل الوطن لأن اهتمامات الجهات الوصية أصبحت تقتصر فقط على تنظيم التظاهرات الكبيرة ،و المهرجانات التي تصرف فيه الملايير،و غض الطرف عن اهتمامات الشباب الذي يحتاج إلى أماكن خاصة يفجر فيها طاقاته نحن بحاجة إلى مدارس ، و مراكز ثقافية تحتضن هذه المواهب ،في حين خصّت رجاء "الجريدة" بخبر مباشرة المسرح الجهوي "مالك بوقرموح" بمدينة بجاية التحضيرات لإحتضان ذكرى لوفاة الراحل عبد القادر علولة ، و تأسفت في ذات الوقت عن إحجام مديرية الثقافة بوهران و كذا الجمعيات الثقافية و الفنية عن القيام بمبادرة و لو رمزية لتكريم الراحل و إحياء ذكراه. ما ذا عن نشاط مؤسسة عبد القادر علولة و مركز الوثائق المسرحية؟ مؤسسة عبد القادر علولة أسستها شهر مارس 1999 واجهت عدة عراقيل لكنها اليوم بخير على الرغم من قطعها لأشواط صعبة إلا أن رغبة الشباب في إعادة أعمال علولة حالت دون زوالها ،و " أردنا من خلال هذا الانجاز جمع شمل محبي الراحل ،و الحفاظ بذلك على الذاكرة الجماعية " ،و أكدت أنه بعد المراسلات التي أجروها مع السلطات المحلية لمنحهم مكتب خاص بالمؤسسة إلا أنهم لم يتحصلوا سوى على مجرد مكان بسيط بالمركز الثقافي صغير بن علي "بتيلاك" ،مشيرة أن ممثلين عن الاتحاد الأوروبي بالتنسيق مع وزارة التضامن قامت بتمويل مركز الوثائق المسرحية الذي يضم 800 كتاب متخصص إضافة إلى قيامها ببعث ملفات إلى وزارة الثقافة لتمويل العروض المسرحية ،و الجولات التي يقوم بها فريق العمل عبر كافة أرجاء الوطن إلا أن تمويلها اقتصر على أجور العمال في حين مصاريف الجولات لم تتم ،و أشارت السيدة رجاء إلى أن المؤسسة سمحت بترجمة النصوص المسرحية لعلولة إلى اللغات الفرنسية والإسبانية و لغات أخرى ك"لجواد" ثم "اللثام" و "لقوال" و ترجمت ثلاث نصوص مسرحية و نشرت تحت عنوان "الأجواد" وهران .ن.عبد الرزاق