بات توجه الكثيرين إلى عيادات طبيب الأسنان و الاهتمام بجمال أسنانهم يشكل ظاهرة بارزة في السنوات الأخيرة تعدّت دافع العلاج ، بل أصبح الجانب الجمالي للأسنان هاجس الكثيرين ممّن يولونه اهتماما بالغا على حساب الجانب الصحي ، لا سيما فئة النساء اللواتي يحلمن بابتسامة جذّابة و أسنان ناصعة البياض . زهية بوغليط اهتمام بالجانب الجمالي و إهمال للصحّي لا شك أن الكلّ يحلم بأسنان ناصعة البياض غير مبعثرة في الفم ومتراصة ، بمواصفات يتمنى الكثير أن تتوافر خلف شفاههم، بابتسامة ساحرة تكشف عن أسنان جميلة و ناصعة، وهي الابتسامة الساحرة التي يسعى إليها الجنس اللطيف و يبذلن ما بوسعهن للحصول عليها، تحدثنا إلى طبيب الأسنان صايبي المتواجدة عيادته بالعاصمة في الموضوع فقال " أنه لا عيب من اهتمام المرأة بجمال أسنانها لأنها عملية لا تقلّ أهمية عن أي عملية تجميل أخرى ، وقد تكون من أهمهما ، فهي تمنح ابتسامة ساحرة قد تغطي في كثير من الأحيان على بعض التفاصيل البسيطةظن كأنف بارز أو غيرها من الأمور البسيطة التي تزعج المرء أحياناً " ، غير أن الكثيرين يضيف محدثنا لا يفهم أن الأولوية للجانب الصحي قبل الجمالي ، حيث لا يكترثون لهذا الجانب ، فتجدهم يحرصون على جمال أسنانهم الأمامية خاصة النساء منهم، حيث تجد بعض النساء اللواتي يترددن على عيادته يعانين من أضرس مسوّسة و بحاجة للعلاج الفوري، قبل أن يتفاقم الوضع ، لكن رغم ذلك يهتممن بتجميل أسنانهن الأمامية و إعطائها الأولوية في ذلك ، و هذا يعتبر أكبر خطأ يضيف محدثنا لما يتطلبه الجانب الصحي للأسنان . تبييض الأسنان أول مطلب لهن في عيادات طب الأسنان لا شك أنه أكبر ما يضايق المرء هي الترسّبات التي تظهر على الأسنان ، فتصبح غير لائقة وغير مستحبة لأنها تجعلنا نفقد اللون الحقيقي لأسناننا ، مما يجعل لون الأسنان مصفرا وغير جذاب و معه تذهب الإشراقة و الجمال، ولا يفيد التنظيف اليومي المعتاد في علاج هذه الحالة، إذ لابد من الرجوع إلي طبيب الأسنان الذي يقوم بوضع مادة التبييض على الأسنان ، وهذا التبييض ينتج عن ذرات أوكسجين نشطة تتفاعل مع الصبغات التي تتكون على الأسنان وتزيينها ، فتؤدي إلي تفتيح درجة لون السنّ ، لذا تلجأ الكثيرات إلى زيارة طبيب الأسنان حتى يعيد لأسنانهن بياضها المفقود و بريقها و الحصول على أسنان أكثر نصاعة، ورغم أن معظم أخصائي طب الأسنان يراهنون على أن العناية ببياض الأسنان بشكل منتظم والمواظبة على تنظيفها بصفة دائمة أفضل الطرق للمحافظة عليها، لاسيما إبقائها على لونها الطبيعي، في حين يتهاون البعض على صحة أسنانهم و تركها عرضة للتسوّس ، إلى أن تصل لحالة مستعصية و يتم اقتلاعها، سكينة 25 سنة، رغم أنها شابة في مقتبل العمر، إلا أنها فقدت معظم أضرسها و تهاونت في معالجتها، لكنها لم تتهاون يوما في الاهتمام بأسنانها التي كانت تحرص على بقائها جميلة، هذا ما جعلها تدفع الثمن غاليا باقتلاعها لمعظم أضرسها ، و لم تنتبه للأمر إلا بعد فوات الأوان . .. و لتقويم الأسنان نصيب من الاهتمام لدى الجنس اللطيف في زيارتنا لعيادة طبيب الأسنان صخري بالعاصمة، لفت انتباهنا عدد كبير من النساء يجلسن بقاعة الانتظار و الهدف واحد لا محالة هو تقويم أسنانهن، والانتظار لساعات طويلة من أجل ذلك ، ويهدف تقويم الأسنان RDF إلى تسوية الأسنان وإعادتها للوضع الطبيعي، من أجل الحصول على ابتسامة جميلة، و يتهافت عليها النساء خاصة عندما تكون الأسنان بصفة عامة في وضع غير صحيح ، أو تكون متراكبة أو تفصل بين الأسنان مسافات متباعدة، أو أن يعاني المريض من بروز واضح في الفك أو الأسنان الأمامية، وذلك بتثبيت أسلاك من المعدن على الأسنان ، بعد أن يقوم الطبيب بأخذ الأشعة والصور اللازمة لذلك، تقول سمية، 31 سنة التي التقينا بها بالعيادة أنها تعاني من عدم انتظام أسنانها ، و تحاول دوما إخفاء عيبها وقبح منظر أسنانها ، و غالبا ما تضع يدها على فمها عندما تضحك أو تبتسم ، و هذا الأمر أصبح يقلقها و يسبب لها الانطواء أحيانا و العزلة، ولهذا فقد عمدت إلى العمل و التضحية بكل شيء مقابل توفير مبلغ العلاج، و تعترف أمينة أنها لا تملك عيوبا كبيرة تستحق تركيب أسلاك من المعدن على أسنانها ، مع ما يرافقه من آلام وزيارات روتينية تتطلب صبرا كبيرا في قاعة الانتظار ، إضافة للمبلغ الباهظ الذي كلفته عملية تعديل أسنانها ، لكن حرصها على التألق بابتسامة النجمات السينمائيات و الحصول على طلة أنيقة ، جعلها لا تتهاون في زيارة طبيب أسنان مهما كان الثمن" . أغرب موضة أسنان في العالم إذا كانت الأسنان المثالية في كامل أنحاء العالم تكون بيضاء ومتساوية، فإن معظم نساء اليابان يفضلن الابتسامة الملتوية، والأسنان المسننة، مع أنياب حادة، وهو شكل يعرف باسم "yaeba" التي تعني الأسنان المزدوجة، و لا عجب أن تصادف هذه الموضة في مجتمعنا في يوم من الأيام . خصوصا و أن الكثيرين يلهثون وراء الموضة .