يبقى سكان حي قوادري التابع لولاية عين الدفلى، خارج اهتمام المسؤولين المحليين المتعاقبين على تسيير أمور المواطنين، حيث لا تزال المنطقة تفتقر ولحد الآن لأبسط أبجديات الحياة الكريمة من ماء وطرق وغيرها من الخدمات الضرورية. يتخبط سكان الحي في معاناة الفقر والتهميش واللامبالاة، وهي السياسة التي تنتهجها السلطات المحلية تجاههم لاسيما وأن مؤشرات التنمية غائبة تماما عن المنطقة على حد تعبير قاطنيه، ورغم أن الحي يشهد كثافة سكانية معتبرة إلا أنه لا يزال يتخبط في مشاكل جعلتهم يتجرعون مرارة البؤس والشقاء، التي زادت من معاناتهم واستيائهم في ظل انعدام التهيئة. وأول إنشغال يؤرق السكان مشكل انعدام مياه الشرب، وخاصة مع حلول فصل الصيف أين تتكرر المعاناة فيضطر السكان إلى جلبه من الأماكن العمومية كالمساجد والمدارس، وحسب السكان أنهم وجهوا مرات عديدة شكاوي لمصالح البلدية قصد تزويدهم بهذه المادة الحيوية إلا أنهم دائما يتلقون الوعود التي لا ترى النور أبدا، وأمام هذا الوضع لم تجد العائلات خيارا أخر سوى اقتناء الصهاريج بأثمان باهظة تفوق أحيانا 500 دينار، الأمر الذي أثقل كاهل أرباب العائلات خاصة وأن الصهريج الواحد لا يلبي حاجة أسبوع واحد خاصة بالنسبة للعائلات الكثيرة الأفراد، ناهيك عن مشكل الغاز الطبيعي هذا الأخير الذي يعد من أهم انشغالات السكان الذين يضطرون لقطع مسافات طويلة لاقتناء قارورات غاز البوتان الذي يصبح شبه معدوم مع فترة البرودة الأمر الذي يحرمهم من التدفئة.وما زاد من معاناة السكان هو مشكل الطرقات التي تعرف حالة مزرية نتيجة اهترائها وقدمها، حيث توجد بها حفر ومطبات تتحول إلى برك ومستنقعات في فصل الشتاء، خاصة بالنسبة إلى الطريق الرئيسي الذي يشهد حالة جد متردية حيث أنه يفتقد للتعبيد والتسوية، ويضيف السكان في سياق كلامهم أن هذا المشكل جعل الحي في عزلة تامة عن باقي أحياء البلدية، بالإضافة إلى مشكل النقل، حيث تعاني العائلات القاطنة بالحي من ضعف وسائل النقل أين يقضون أوقات طويلة في انتظار الحافلات التي تقلهم إلى الأماكن التي يقصدونها، وأمام هذا العجز الذي يعرفه قطاع النقل بالمنطقة بات السكان يستعينون بالكلوندستان الأمر الذي زاد من متاعبهم اليومية. وأمام هذه الوضعية التي أعطت وجها حقيقيا لمعاناة السكان في ظروف أقل ما يمكن القول عنها أنها مزرية، في ظل غياب أدنى مؤشرات التنمية، جدد سكان الحي مطالبهم إلى السلطات المحلية لإدراج حيهم ضمن مخططهم التنموي، لتجسيد بعض المشاريع التي من شأنها فك العزلة وتحسين المستوى المعيشي للسكان.