لا زال شبح المخدرات يلف بين الشباب الجزائري، فينخر صحته و يعكر حياته، بل ويحصد أرواح الآلاف منهم كل سنة، وهذا ما دفع بالعديد من هيئات المجتمع المدني ، يحملون على عاتقهم مهمة تحسيس هذه الفئة الضعيفة ، و التي يجب الأخذ بيدها ومساعدتها على الصمود ، و الأخذ بيد مستهلكي السموم التي لازالت تروج خفية في وسطهم من طرف أشرار ليس لهم همّ إلا الربح السريع ولو على حساب قتل الأبرياء. انطلقت أمس بالجزائر العاصمة القافلة التحسيسية ضد المخدّرات، و التي تبنتها جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، واحدة من هذه الأطراف التي تحملت همّ تحسيس الشباب بمخاطر المخدرات ، و الأخذ بيدهم من أجل التخلص منها نهائيا ، وبدأ صفحة جديدة في حياتهم كمواطنين صالحين وفعّالين في مجتمعهم، حيث ستطوف ولايات عديدة عبر التراب الوطني تحت شعار "معا من أجل الجزائر" . من أجل القيام بهذا الموضوع، استفسرت "الجزائرالجديدة" القائد العام لجمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، السيد مصطفى سعدون، و الذي قال بخصوص هذه التظاهرة " أنشأت جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية هذه القافلة الوطنية التحسيسية حول آفات المخدرات ، حيث سخرنا لها ست قوافل جزئية، تم تسمية كل واحدة منها على اسم أحد الشهداء ، على غرار محمد بوضياف، ديدوش مراد، مصطفى بن بولعيد، رابح بيطاط، كريم بلقاسم والعربي بن مهيدي – رحمهم الله - ، وذلك من أجل ربط الشباب بتاريخهم ، ويوجد بكل حافلة 50 شابا، أي ما يعادل 300 شابا سيساهم في هذا النشاط التوعوي كوسيط اجتماعي". وبخصوص الجهات المساهمة في هذا النشاط ، والتي تعاونت معها جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، قال القائد العام "من أجل إنجاح هذه الحملة، تبنت جمعيتنا الشراكة مع كل من المديرية العامة للأمن الوطني، والتي برهنت على حضورها الدائم في هذه التظاهرات،و التي ستصحب خلاياها القافلات في هذه الحملة التحسيسية". ويضيف مصطفى سعدون بخصوص دور الشباب في تحقيق الهدف المنشود من هذه القافلة، " لم تعتمد الجمعية في هذه المرة على أطباء أو أخصائيين، بل ركزنا اهتمامنا على الشباب ، حيث أردنا تبليغ الرسالة من شاب إلى شاب مثله ، يدرك همومه ومشاغله ، و يتقن لغته ويفهم ثقافته و تفكيره". وفي برنامج المشروع ، والذي تلقت "الجزائرالجديدة نسخة منه، جاء ذكر لأهم محاور المشروع و المتمثلة في نشر الشباب لمطويات و نشريات توعوية و إقامة ملتقى تعارف وصداقة و منابر حرة بين الشباب. وذكر القائد العام أن "القافلة عند حلولها بكل ولاية، ستندد بما يجري الآن في الجزائر من عمليات متكررة لاختطاف الأطفال الأبرياء". محمد ، كشاف برتبة جوال، أحد الشباب المشاركين في هذه الحملة، يقول " هذه مبادرة حسنة لفائدة كل المواطنين ، إذ ستمس مختلف ولايات الوطن، كقافلة الشهيد العربي بن مهيدي، و التي ستنتقل من العاصمة إلى كل من المسيلة، بسكرة، الوادي، ورقلة وغرداية، حيث سنقيم في كل ولاية معرضا لتحسيس الشباب بمخاطر المخدرات". ويضيف محمد قائلا، "نأمل في إيصال الرسالة لكل الولايات تحت شعار "معا من أجل الجزائر"، وستكون إن شاء الله إيجابية و علينا نحن الشباب إيصال الرسالة لغيرنا من الشباب، فإذا تمكنا من تحسيس شابا أو شابين على الأقل في كل ولاية ، وساهم كل واحد بدوره في نقل الرسالة إلى من حوله، فنكون قد نجحنا في مهمتنا وقضينا على المخدرات ". الجدير بالذكر أن القافلة ستواصل مسيرتها على مدار أسبوعين ، و ذلك إلى 13 أفريل القادم . محمد بن حاحة