حطت، أمس، قافلة جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية رحالها ببلدية براقي لمواصلة حملاتها التحسيسية لمكافحة المخدرات والمحافظة على البيئة ونظافة المحيط منذ انطلاق نشاطها المكثف منذ شهر أفريل الفارط لتتواصل طيلة سنة كاملة في خمسينية الثورة التحريرية المجيدة، حيث تركز على قطع الطريق أمام مروجي المخدرات بالتوعية وسط الشباب والأطفال ومنع انتشار السموم البيضاء . انتقلت القافلة الوطنية لمكافحة المخدرات وقافلة «نحب بلادي نظيفة» المزدوجتين في اليوم الوطني «بلا تدخين» وكذا اليوم العالمي للبيئة بعد عملها التحسيسي والتوعوي في عدة بلديات بالعاصمة خاصة على مستوى الأحياء الشعبية وحيث تكثر الكثافة السكانية بمعارض متنقلة بالصور . وأكد مصطفى سعدون القائد العام لجمعية قدماء الكشافة الإسلامية أن اشارة انطلاق هذه القوافل الأولى من نوعها على المستوى الوطني أعطيت شهر أفريل الفارط على مستوى الأحياء بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة ومديرية الأمن الوطني والنات كوم، وتحدث عن تكوين ما لا يقل عن 150 شاب مع مديرية الأمن الوطني من اجل تاطير الحملات التحسيسية التي تعول عليها جمعية قدماء الكشافة للحد من انتشار تعاطي المخدرات وسط الشباب، حيث تسند مهمة تكوين خلايا وسط الأحياء للشباب المكونين كأول خبرة في الجزائر. وقال القائد سعدون أن أول قافلة انطلقت من الإقامة الجامعية للذكور «طالب عبد الرحمان» ومن المقرر أن تدخل المعارض كافة المدارس عبر الوطن لأنه بدا مقتنعا أن التحسيس وحده يمكن أن يوقف تسرب السموم البيضاء نحو أبنائنا. ويعتقد سعدون الذي ترفع جمعيته شعار«ترقية مواطنة الشباب عن طريق الممارسة لأن حسبه الشباب سئم من الخطابات، وكشف عن البرنامج المسطر حيث صرح انه من المقرر أن ينشطوا في المخيمات الصيفية ومواصلة التحسيس بنفس الرتم على اعتبار أنهم خلال موسم الاصطياف الماضي تمكنوا من التكفل بما لا يقل عن 4000 طفل وشاب، إلى جانب تكوينهم لما لا يقل عن 100 مسعف على المستوى الوطني ويسعون حسبه من أجل إنشاء نوادي إسعاف عبر الأحياء وكذا داخل الجامعات . وأثار القائد سعدون عدة تحديات على غرار افتقادهم للمقرات في عدة بلديات على غرار بلدية براقي حيث ينشطون من داخل المدارس . وذكر متحدثنا أن القافلة الثانية كلف فيها أشبال الكشافة بتوزيع قصاصات تحسيسية بنظافة المحيط على السائقين كي لا يرموا النفايات على الأرض وستنقل العملية قريبا على مستوى الشواطئ كما أشار قائد جمعية قدماء الكشافة . واعتبر منير عربية أمين وطني مكلف بالإعلام على مستوى جمعية قدماء الكشافة الإسلامية أن هذه الحملة تكتسي أهمية لأنها تخاطب الشاب والطفل بطريقة غير مباشرة عن طريق شاب مثله كي يحذره بطريقة لا يعتقد أنها آمرة بل مخير، وعوضا أن يقلد من يتعاطى المخدرات يستمع إلى شاب مثله ويعمل بنصيحته . يذكر أن حديقة براقي استقطبت اهتمام المواطنين من جميع الفئات والشرائح واستحسنوا كثيرا المبادرة التي وصفوها بالمفيدة والتي قالوا يجب أن تتكرر من اجل التعاون لحماية فلذات أكبادنا من خطر السموم البيضاء، إلى جانب ترسيخ ثقافة عدم رمي النفايات بشكل عشوائي على الأرصفة والطرقات وفي مداخل الأحياء. مندوبة «الشعب» اقتربت من بعض الزائرين للمعرض ومن الذين انجذبوا نحو العشرات من الصور المحذرة من خطر المخدرات وتلك التي تدعو للمحافظة على البيئة، وبالصدفة تحدثنا إلى حسان 30 سنة عامل بإحدى المطابع، فلم يخف في أسى بأنه يدمن على المخدرات ويبحث عمن ينجده لأنه يحمل رغبة للإقلاع عنها لم نصدق في البداية لفرط صراحته ثم طلبنا منه أن يروي لنا قصته المريرة مع الإدمان، اسر فقال «..كنت صغيرا عندما منحوني قطعة اشتمها.. وكنت في كل مرة وأنا اكبر ابحث عن هذا السم الذي فتك بصحتي كالمجنون.. أحيانا أسرق وأحيانا أخرى ابحث عن من يمنحني نقودا لأسكت هذا الوحش الذي يسكنني.. وحش الإدمان الذي يتهدد الشباب والأطفال، ولا اخف عليكم أنني حاولت عدة مرات أن اقلع فعالجت في مصلحة علاج المدمنين بمستشفى الأمراض العقلية بالبليدة ومكثت هناك لمدة 21 يوما وتحولت إلى إنسان آخر استعاد ثقته بنفسه وبالآخرين.. لكن اليأس من مستقبلي ومن هذه الحياة أدخلني في دوامة أخرى ومن فرط المشاكل الاجتماعية عدت إلى وكر المخدرات.. لكنني اليوم افكر في الإقلاع عنها وأبحث عن أسهل الطرق لأتغلب على المعاناة لانني أدرك ان العلاج من المخدرات يرتكز على الشجاعة والإرادة وليس الدواء. وذهب حسان إلى أبعد من ذلك، عندما قال حضرت من ولاية البليدة واستوقفني في براقي هذا المعرض وتذكرت الشباب والاطفال في الحي الذي اسكن من الذين يتعاطون المخدرات بداية من سن 12 سنة، من يمكنه مساعدتهم حتى ينقذوا من براثين السموم البيضاء . أما وليد 20 سنة ارجع إدمان العديد من الشباب على المخدرات في حيه إلى الفراغ الرهيب الذي يتخبطون فيه بالإضافة إلى البطالة والحرمان والضغط الاجتماعي على اعتبار أن الأم تطالب ابنها عندما يستيقظ صباحا كي يذهب للبحث عن عمل، والأب يشترط عليه إذ لم يعمل لن يعيله أحد عندها يجد نفسه أمام دوامة البطالة ومطالبة العائلة بالعمل . سيدتان استوقفهما المعرض وأثار إعجابهما لأنهما يخفن من أن يتضرر أطفالهما من خطر المخدرات وتمنت السيدة فاطمة أن ينتقل إلى المدرسة ويكثف النشاط التحسيسي ضد المخدرات عبر وسائل الإعلام حتى يتفطن الجميع، وطالب السيد كمال أن تنتج أفلام متعددة وحصص لمحاربة شبح المخدرات حتى يحاصر هذا الخطر في دائرة ضيقة، وأعجب بالتحسيس حول الحفاظ على احيائنا وطرقاتنا نظيفة.