احتضنت أول أمس، قاعة كاتب ياسين بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، رابع عرض مسرحي ضمن المنافسة الرسمية لمهرجان المسرح المحترف في طبعته الثامنة، للمسرح الجهوي لأم البواقي، تحت عنوان "أمسية في باريس"، من تأليف مجيد بن شيخ، فيما شكله ركحيا حسن بوبريوة، و حركه كل من محمد الطاهر الزاوي ، كريم بودشيش، باديس مراد، طارق عشبة، عدلان تريعي، إلى جانب ياسمينة فرياك و إناس بوسعيد، أما السينوغرافي فكان من إمضاء يحيى بن عمار، في حين أوكلت مهمة التأليف الموسيقى لدراجي مدكور. مسرحية "أمسية في باريس"، هي عمل جديد أنتج في إطار الاحتفالات الخاصة بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية، مسا أحد جوانب مسيرة ثورة التحرير الوطني، تناولت بصفة عامة أحداث مجازر 17 أكتوبر 1961، و القمع الوحشي الذي أعقب المسيرة السلمية التي نظمتها الجالية الجزائرية التى كانت مقيمة آنذاك بفرنسا، و التي رفضت من خلالها حضر التجوال العنصري الذي فرضته الإدارة الفرنسية على الجزائريين، إلى جانب مطالبتهم بالانسلاخ التام من أرضي الجزائرية ، كما حاول العرض إظهار إبادة البوليس الفرنسي لآلاف من الجزائريين خلال هذه المظاهرة التي استعملت فيها أبشع الطرق و الوسائل، و الأكثر من ذلك أنها عملت بإلقاء ما تبقى من المتظاهرين في نهر السين. كما حاول العرض الذي جرت أحداثه في أحد العنابر الفرنسية حيث كانت مجموعة من عناصر الشرطة الفرنسيين تنتظر إصدار الأمر للتدخل و قمع المهاجرين الجزائريين بعنف، أن يبرز جانب أخر من البوليس الفرنسي و ممن ساندو القضية الجزائرية و لو بصمت و هذا ما جسده الممثل محمد الطاهر الزاوي في دوره "لوسيان"، حيث أظهر رفضه لقرارات الإدارة الفرنسية و ذلك بحكم إنسانيته و الدين الذي كان ينتمي له، كما أن العرض الذي لم ينجح في تمرير رسائله التي كانت مبهمة عند الكثير من الجمهور، حاول أن يبرز تمرد بعض الجنود الفرنسيين من السلطة الفرنسية و التحاقهم بجيش التحرير الوطني، و حتي من كانوا في دواليب السلطة الذين رفضوا في النهاية سياسة القمع و الإبادة التي كانت تمارسها السلطات الفرنسية ضد الشعب الجزائري. العرض بصفة عامة و الذي كان ناطقا باللغتين العربية الفصحة و الفرنسية لم يرتقي للمستوى المطلوب ولم يتمكن الممثلين من تمرير رسائلهم و في تجسيد أدوارهم كما يجب، و حتى المؤثرات المرافقة للعرض لم تفي بالغرض هي الأخرى، فصوت الممثلين لم يصل إلى كل الجمهور، عكس الموسيقى الذي جاءت في العرض و التي كانت جد عالية إلى درجة أنها أزعجت الحضور، هذا إلى جانب أنها لم تتوافق مع ما هو موجود في العرض، هذا إلى جانب الإضاءة و الديكور اللذان لم يخدمان العرض، و بصفة عامة العرض لم يرتقى لإعجاب الجمهور و هذا ما لمسنه عند الكثير منهم و من أهل الاختصاص الذين حضروه. للإشارة، مخرج العرض حسن بوبريوة رفض التصريح للصحافة حول العرض الذي كان يتطلب الكثير من التوضيح و الشرح في بعض مشاهده و فصوله، و ترك المهمة للممثلين. كما يجدر الإشارة إلى أن مسرح الجهوي لأم البواقي كان قد حصد في الطبعة السابقة لمهرجان المسرح المحترف جائزة أحسن عمل متكامل عن مسرحية "افتراض ما حدث فعلا" الذي عمل على إخراجها لطفي بن سبع. نسرين أحمد زواوي