قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء البليدة بالسجن النافذ يتراوح بين 3 سنوات و 6 أشهر ضدّ 3 متهمين في قضية إنشاء مؤسّسة وهمية، لتكوين حرّاس الشخصيات، بينهم فتاة، فيما برأت 6 متهمين على اعتبار كانوا يعملون لدى المتهمين الرئيسيين. و عرفت محاكمة المتّهمين في قضية تكوين جماعة أشرار و النصب والاحتيال التي إستمرّت إلى غاية ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، محاولة المتهمين إلصاق التهم ببقية الأطراف المتورطة، فيما أكد المتهمان الرئيسيان أنّهما كانا ينتظران الإعتماد من الجهة المختصة في حين أثبتت الأدلة العكس، و تتلخّص تفاصيل القضية التي تعود لصائفة أوت الماضي عندما أودع متقاعد بالجيش شكوى لدى مصالح أمن البليدة تفيد بتعرّضه للنصب والإحتيال من طرف 4 أشخاص أقنعوه أنّ الأكاديمية تضمن الوظيفة لمنتسبيها كحراس شخصيات بصفة دائمة حيث قام بإجراء تربّص ميداني رفقة 10 أشخاص آخرين بعد دفعهم لمستحقات التربص المقدرة بخمسة ملايين سنتيم ليتم تسليمهم شهادات تكوين في الحماية المقرّبة المهنية و البروتوكول، و طلبوا منهم الانتظار حتى يتم الاتصال بهم لمباشرة إجراءات الالتحاق بمناصب دون أن يحدث ذلك. و أظهرت التحريات الأمنية أنّ الأكاديمية تعمل دون إعتماد رسمي وتم خلال مداهمة مقر الأكاديمية الوهمية بضبط المتهم الرئيسي رفقة معاونيه بينهم فتاة تعمل كسكرتيرة، و 13 شابا قدموا من مختلف أنحاء الوطن و بحوزتهم أمتعتهم من أجل مباشرة التدريب لمدة 10 أيام، فيما عثر أثناء التفتيش على 7 كلاب شرسة و أحذية ماغنوم إلى جانب أسلحة بيضاء مختلفة الأحجام و حاملات سلاح فضلا عن صور و أقراص مضغوطة تشرح عمليات التدريب و 15 كتيبا للتنصير. و مواصلة للتحقيق، كشف أنّ 70 شخصا راح ضحية الأكاديمية بعد أن تلقوا دروسا نظرية وتدريبات عسكرية قاسية حيث تعرض المتربصون للتعذيب ما جعلهم يرفضون مواصلة التدريب، و تحريض الكلاب المدرّبة عليهم وتكليفهم باصطياد الخنازير ليلا، فيما تمكن بعضهم من الفرار، كما تورط مدير المدرسة في اختطاف شريكه السابق من المدية لوجود خلافات بينهما، و قام بتعذيبه أمام مرأى المتربصين موهما إياهم أنها عملية تمثيلية تدخل في إطار التدريب حيث جرد الضحية من ملابسه وتولى مدير الأكاديمية تمزيق جسده، بواسطة سكين على مستوى كتفيه وذراعيه وفخذيه ووضع الملح وماء الجافيل على مواضع الجروح وكذا استعمال قاطعة كهربائية للخشب لترهيبه، وغيرها من وسائل التنكيل واستمر التعذيب 3 أيام على وقع الموسيقى الصاخبة، قبل أن يطلق سراحه بالطريق السيار بمنطقة بومدفع في عين الدفلى.