يفتقر حي لاسيتي الواقع بإقليم بابا علي ببلدية بئر توتة إلى جملة من الضروريات، مما جعل القاطنين في دوامة من المشاكل لم تلق طريقها إلى الحلول في ظل اكتفاء سلطاتهم المحلية بتأجيل المشاريع. أكد لنا عدد من سكان الحي أنهم يعانون بسبب غياب أهم الضروريات، وحسبهم فإنه منذ أن تم ترحيلهم من باب الوادي بالعاصمة بعد زلزال 2003، إلى هذا الحي المعزول وهم يطالبون بالعديد من مشاريع التنمية ولكن دون جدوى، ومن أهم ما يؤرق هؤلاء غياب التهيئة، حيث لا تزال الطرق والأزقة مسالك ترابية تضرب لهم موعدا مع المعاناة وبدرجة أكبر في فصل الشتاء حيث يصبح السير غاية في الصعوبة بسبب الأوحال ناهيك عن غياب الأرصفة التي اختفت نتيجة تراكم الأتربة على مر السنوات، إذ لا يجد هؤلاء طريقا أو مسلكا يمرون من خلاله دون أن تغرق أرجلهم في الأوحال وحتى أصحاب المركبات اشتكوا من صعوبة استعمالهم للطرق التي تتخللها الحفر التي تمتلئ بالمياه الموحلة كل شتاء، وحسب بعضهم فإن عجلات سياراتهم غالبا ما تعاني من أعطاب، أما المساحات الواقعة بين العمارات فهي غير مهيأة ولا مستغلة، حيث طالبوا في العديد من المرات بتحويلها إلى مساحات خضراء لفائدة العائلات والأطفال، ولكن ذلك لم يحدث مما جعلها تتحول إلى مفرغة عمومية، نرمي فيها القاذورات والنفايات وتتكدس لعدة أيام نظرا لتقاعس عمال التنظيف حسب ذات المتحدثين، والذين لا يعملون بجدول منتظم وإنما حسبما يناسبهم حيث يغيبون أحيانا مدة 10 أيام كاملة، دون أن ينظفوا الحي، مما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة، وحتى الكلاب والقطط وجدت من هذه المساحات مرتعا لها، ناهيك عن تنامي الحشرات اللاسعة والجرذان التي تتسلل إلى عماراتهم وتهدد سلامتهم. ومن جهة أخرى يشكل غياب النقل مشكلا آخرا يواجهه القاطنون بهذا الحي، إذ لا يتوفر لديهم سوى موقف واحد بعيد عن الحي ولكنه مؤخرا وبسبب غياب التهيئة به، ونظر للصعوبات التي يواجهها أصحاب الحافلات في الركن عزف هؤلاء عن المرور بهذا الموقف ليضعوا بذلك سكان الحي في أزمة حقيقية لم يجدوا لها حلا، سوى في سيارات الأجرة وأصحاب الكلوندستان الذين استغلوا الفرصة لضرب جيب المواطن، وكون هذا الحل لا يناسب الجميع يفضل الكثير التوجه إلى أحد الأحياء التي تبعد عنهم مسافة 2 كلم يقطعونها مشيا على الأقدام يوميا للتنقل من موقف الحافلات المخصص لهم، وهو أمر يشق على الصغار وكبار السن. إضافة إلى ذلك يتنقل سكان الحي إلى المناطق المجاورة لشراء ما يلزمهم من المحلات التجارية والأسواق بسبب غياب هذه الأخيرة، وعلى حد تعبير البعض فإن الحي ينقصه الكثير من الضروريات والمشاريع التي بإمكانها الدفع بعجلة التنمية والقضاء على معاناتهم بصفة نهائية.