استغل بعض أنصار الأمين العام المطاح به من قيادة التجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، فرصة انتخاب اللجان التحضيرية الولائية للمؤتمر الرابع للحزب، كي يطالبوا بعودة أويحيى لقيادة القوة السياسية الثانية في البلاد. وقال هؤلاء المناضلون في بيان لهم في أعقاب اجتماع المجلس الولائي للحزب المخصص لانتخاب اللجنة الولائية لتحضير المؤتمر الرابع للحزب إن" مناضلي الأرندي بتيزي وزو يطالبون بعودة أحمد أويحيي لقيادة الحزب، لأنه القادر على نقل حزبهم إلى آفاق أفضل". واستدرك أصحاب هذه الدعوة الأمر حتى لا تفهم "خرجتهم" على أنها ضد القيادة الحالية للحزب، حيث أكدوا أن مبادرتهم لا تعني بالضرورة أنهم ضد الامين العام بالنيابة عبد القادر بن صالح، ومضوا في بيانهم: "إننا نؤكد مجددا التزامنا واستعدادنا لدعم الأخ عبد القادر بن صالح في جهوده لإنجاح المؤتمر الرابع"، الذي ينتظر أن يفرز قيادة جديدة عن طريق الصندوق. ولم يوضح أصحاب البيان الآلية التي استندوا إليها في الدعوة لعودة الأمين العام السابق للأرندي، سيما وأن الأسباب التي كانت وراء دفعه للاستقالة مطلع العام الجاري، لا تزال قائمة، فضلا عن تذمر الكثير من أبناء القاعدة النضالية والقيادة في القوة السياسية الثانية في البلاد، من الممارسات المنسوبة لأويحيى، والتي يقولون إنها سببت أضرارا وأدت إلى تراجع حضور الحزب في مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها المجلس الشعبي الوطني، أمام غريمخ، حزب جبهة التحرير الوطني. واللافت في هذه الدعوة أنها جاءت من الولاية (تيزي وزو) التي ترعرع فيها الأمين العام المطاح به من قيادة الأرندي، الأمر الذي يعطي الانطباع بأن خلفياتها جهوية محضة، فضلا عن كونها جاءت من ولاية واحدة من بين الولايات ال 48، ما من شأنه أن يجعل الفائدة من الدعوة تكاد تكون منعدمة، بل إن ضررها قد يكون أكثر من نفعها برأي العارفين بشؤون حزب التجمع الوطني الديمقراطي. وتزامنت هذه الدعوة مع احتدام الصراع الدائر بين أنصار احمد اويحيي وخصومه في انتخاب اللجان الولائية التحضيرية للمؤتمر الرابع للحزب، والتي أبانت عن عودة لأنصار الأمين العام السابق في بعض الولايات، منها العاصمة، وهو ما أصبح يهدد استقرار الحزب، ويضع المؤتمر الرابع للحزب، المرتقب في الأسبوع الأخير من ديسمبر المقبل، على كف عفريت، حيث نددت يسمى ب "حركة إنقاذ الأرندي" بما وصفته سيطرة أنصار الأمين العام السابق أحمد أويحيي على اللجان الولائية لتحضير المؤتمر، في تطور اعتبرته خطوة على طريق الأمين العام المطاح به إلى قيادة التجمع الوطني الديمقراطي.